تعليق صحفي

بدل التنافس على أدوار شكلية بل تآمرية! تنافسوا على تحرير القدس إن كنتم صادقين

  كشف مصدر خاص من مدينة القدس لـ"عربي21" عن جهود تقودها السعودية لفرض الوصاية على المدينة المقدسة، بدأت "باتصالات سعودية عبر مستويات رسمية في المملكة مع أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح وشخصيات إسلامية ومسيحية للتنسيق لهذه الزيارة التي كانت مقررة يوم السبت الماضي وهو ما دفع بالسلطات الأردنية لاحتجاز الوفد عبر معبر الكرامة وإرجاعهم للضفة الغربية".

إن القدس، التي ترزح تحت نير احتلال غاشم يدنس مسجدها صباح مساء، ويتطاول عليها سفهاء العالم بوعودهم وإعلاناتهم، ولا تجد من يذود عنها ويدفع العدوان والتدنيس والاقتحام، ليست بحاجة لوصاية كاذبة ولا لأموال ملوثة بل هي بحاجة لحديد يفلّ الحديد ولجيش يطهر الأقصى ويحرر الأرض المباركة.

إنه لمن العار أن يتنافس حكام السعودية والأردن على ما يسمى بالوصاية على الأماكن المقدسة تحت حراب الاحتلال بدل أن تتزاحم جيوشهم لتحرير بيت المقدس وأكنافه! بل إن العار ليزداد عاراً وشناراً إذا ما علمنا أن هذا التنافس مرده اختلاف الولاءات السياسية وسعيهم لتنفيذ أجندات أسيادهم في واشنطن ولندن وليس ما يزعموه كذباً من الحرص على المقدسات، وإلاّ أين كان هؤلاء في خضم اعتداء يهود على المسجد ونصبهم للبوابات الإليكترونية؟! بل أين هم من الاقتحامات اليومية للمسجد من قبل المستوطنين وقطعانهم؟! بل أين هم من احتلال مسرى رسول الله أول مرة؟!

إن القدس هي قبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله ولأجل تحريرها حشد صلاح الدين جند مصر والشام، وكان يجول بفرسه كالوالدة الثكلى بين المسلمين قائلاً وا اسلاماه وعيناه تذرفان بالدموع، وكان يقول رحمه الله كيف يطيب لي الطعام والشراب وبيت المقدس بيد الصليبيين، لمثل هؤلاء القادة تحتاج القدس، وبسواعد المؤمنين المتوضئة تحرر، أما الذين يقدمون فروض الطاعة لترامب، وأولئك الذين يقسمون القدس لغربية وشرقية، والمطبعون واللاهثون خلف السلام المزعوم، فهؤلاء القدس منهم برآء ولن ينالوا يوماً شرف تحريرها ودخول مسجدها كدخول المسلمين له أول مرة.

آن للأمة التي تتطلع للصلاة في قبلتها الأولى ويسكن الأقصى في أفئدتها أن تتحرك لتطيح بأنظمة الضرار، التي تعطل الجهاد وتحمي المحتلين، فتتحرك جيوش المسلمين لتحرر كامل فلسطين وتقتلع كيان يهود في يوم مشهود.

25-1-2018