تعليق صحفي

توصيات المؤتمر العالمي لنصرة القدس هزلية تكشف تآمر المشاركين

 

دعا "المؤتمر العالمي لنصرة القدس" الذي عقده الأزهر الشريف في القاهرة، إلى أهمية العمل الجاد على "إعلان القدس عاصمة أبدية لفلسطين المستقلة". جاء ذلك ضمن توصيات البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد على مدار يومين بالقاهرة، واختتم الخميس، وأكدت توصيات مؤتمر الأزهر الذي شارك فيه عدد من كبار المسؤولين والشخصيات من حوالي 86 دولة، على "عروبة القدس، وكونها أوقافا إسلامية ونصرانية مقدسة عبر التاريخ منذ آلاف السنين". وطالبت التوصيات بـ"وجوب تسخير كافة الإمكانات الرسمية والشعبية العربية والدولية لإنهاء الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين العربية". وكالة الأناضول.

 

إنّ أقل ما يُقال بحق هذا المؤتمر وتوصياته بأنها هزلية مخزية لا ترقى إلى مستوى الحدث أو القضية ولا حتى تقترب من ذلك.

فقضية بأهمية وحجم قضية فلسطين، الأرض المباركة المحتلة من قبل أرذل خلق الله يهود، تستحق أن تكون أولى أولويات الأمة، تُسير من أجلها الجيوش، ويُعلن لها النفير، ويُحشد لها الحشود والجموع، لأنها قبلة المسلمين الأولى ومعراج رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى السماء، وهي الأرض التي بذل المسلمون والخلفاء والصحابة من أجلها الأرواح والأموال والجهود.

وما تتعرض له فلسطين وفي مقدمتها قلبها النابض القدس والمسجد الأقصى، من هجمة شرسة من قبل يهود وداعميهم الأمريكان ومن والاهم، لهو أمر جلل يستحق أن تكون الإجراءات التي تتخذ من أجله إجراءات جادة مصيرية، لا هزلية مسرحية وشكلية.

فتوصيات المؤتمر فضلا عما جاء فيها من تضليل في صرف القضية عن بعدها الإسلامي ومحاولة حصرها بالعرب، هي توصيات جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي لا ترقى إلى مستوى توصيات عصبة من النساء العاجزات، لا مستوى دول وقادة دول.

فقضية فلسطين ومحنتها حلها يسير ومعلوم، بتسيير الجيوش التي تدك حصون يهود فتحرر فلسطين ومسجدها المبارك من دنسهم، وهذا أمر يكفي لتقوم به دولة أو بضع دول من الـ86 الممثلة في المؤتمر، ولو كان هؤلاء المجتمعون يريدون خيرا لفلسطين ومسجدها المبارك لما استغرق منهم قرار الحرب ساعة أو بضع دقائق، ولكنه التضليل والتآمر والتمثيل الذي اعتاد عليه الحكام المجرمون لتهدئة الأمة الغاضبة وحرف بوصلتها عن الطريق المفضي إلى التحرير.

ولكن هيهات هيهات لهم خداع الأمة، فالأمة الإسلامية قد تجاوزت الحكام وأذنابهم وأبواقهم منذ زمن بعيد، وما عادت تركن إليهم أو تأمل بهم خيرا، بل أصبحت ترقب ذلك اليوم الذي تطيح فيه بعروش الظالمين المرجفين. وإنّ في الأمة حزبا تقيا نقيا يصل ليله بنهاره من أجل أن تصل الأمة إلى مبتغاها فتقيم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وإنّ ذلك لكائن قريبا بإذن الله.