تعليق صحفي

بدل أن يكون منبراً لتبيان الحكم الشرعي في قضية فلسطين،

الأزهر يغدو منبراً للمفرطين والمتآمرين وعلماء السلاطين!

 

 أختتم مساء الخميس مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس أعماله، وقد دارت معظم كلمات المتحدثين حول التأكيد على مشروع حل الدولتين والمطالبة بتطبيق الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، إضافة إلى تقديم الدعم المالي لأهل فلسطين، والدعم السياسي للسلطة الفلسطينية في المنظمات والمحافل الدولية.

إنه لمن المحزن أن الأزهر بعد أن كان مصنعاً للرجال الذين لا يخشون في الله لومة لائم ومنبراً للصدع بالحق ومحاسبة الحكام، أن يصبح أداة بيد النظام المصري بقيادة المجرم السيسي الذي يعادي الإسلام والمسلمين وسفك دماءهم في رابعة وسيناء، وأن يصبح منبراً للخونة والمفرطين بل وشريكاً لهم في تفريطهم ومروجاً للحلول والمشاريع الاستعمارية؛

فقد تضمن البيان الختامي التأكيد على أن القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة التي يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا والاعتراف بها دولياً وقبول عضويتها الفاعلة في كافة المنظمات والهيئات الدولية، وهو إصرار على الخيانة وتشريع واعتراف بأحقية وجود الكيان الغاصب على 80%من الأرض المباركة من قبل جهة إسلامية تدعي أنها تنظر للقضايا من زاوية الإسلام والأحكام الشرعية ولها مكانتها بين المسلمين.

وفوق ذلك فقد عمل المؤتمر على التضليل وحرف البوصلة من خلال بقية البنود التي ذكرت في البيان الختامي والتي تناولت كيفية التصدي لقرار ترامب، وتتلخص في اللجوء إلى المنظمات الإسلامية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة لإيجاد رأي عالمي ضد قرار ترامب واللجوء إلى التاريخ والآثار التاريخية لإثبات أحقية العرب بفلسطين ومؤازرة أهل فلسطين العزل في هبتهم ضد القرار!!! وشيخ الأزهر ومن حضر من المشايخ والعلماء يعلمون أن هذا عبث لا يرجع حقاً ولا يردع عدواً ومخالف للحكم الشرعي الواضح والذي لا يجهله مسلم بوجوب الدعوة إلى تحرك إسلامي عسكري فوري خاصة في البلاد التي لها جيش مرابط على حدود الأرض المباركة لتحرير كامل فلسطين من المحتلين اقتلاع كيانهم من جذورهم وإرجاع فلسطين إلى حضن الأمة الإسلامية، وقبل ذلك كله الدعوة إلى تطبيق شرع الله في الأرض من خلال إقامة دولة الإسلام التي تطبق شرع الله تعالى وتحرر البلاد من الكافرين ونفوذهم، لكن شيخ الأزهر وصحبه أخلدوا إلى الأرض واتبعوا الحكام وصمتوا عن بيان الحق فبئس ما يصنعون.

 

(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)