التاريخ: 13من رمضان الخير 1430 هـ                                                                              الرقم:ص/ب ن27/009
   الموافق:3/9/2009م        
 
بيان صحفي
الانتخابات الفلسطينية تحت حراب الاحتلال جريمة ومنكر سواء جرت باتفاق وطني أم بدونه
   نقلت وسائل الإعلام يوم 2/9/2009عن رئيس وزراء سلطة غزة معارضته إجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة الغربية دون قطاع غزة، وأنه "اعتبر إجراءها دون اتفاق وطني بأنه جريمة"، فيما دعا أيضا "إلى إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين كأحد القواسم المشتركة لكل الفلسطينيين"، وذلك خلال حديثه للصحفيين في إفطار رمضاني، وفي نفس السياق قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي –من كتلة حماس- حسن خريشة "إذا لم تجر الانتخابات في موعدها فالجميع يفقد شرعيته"، وقال "إن المؤسسة التشريعية والشعب الفلسطيني باتوا أمام استحقاق دستوري في الـ 25 من يناير المقبل"، وإزاء كل ما سبق نقول:
إن كل من لا يستند إلى الأحكام الشرعية في أعماله السياسية هو فاقد للشرعية لقول الله تعالى (إن الحكم إلاّ لله)، وإن كل من يقبل بدولة فلسطينية في حدود 67 (والتي تعني التنازل عن فلسطين المحتلة عام 1948) هو فاقد للشرعية، مهما زيّن ذلك ببديع الكلام ومهما رفع من شعارات عاطفية، ولا شك أن الدستور الذي يُشار إليه هو نفسه فاقد للشرعية، فهو الذي أفرزته اتفاقية أوسلو الباطلة شرعاً والتي أوجدت سلطة فلسطينية تحت الاحتلال، فمن أين تأتي الشرعية لذلك "الاستحقاق الدستوري"؟.
إن استمرار مطالبة الشخصيات الرسمية بضرورة "إنجاز توافق وطني عام على قاعدة الاتفاق" "على تلك القواسم المشتركة" التي يصدع بها رئيس وزراء سلطة غزة، ما هو إلا تشريع للاحتلال، وقبول بالشرعية الدولية الكافرة التي قضت بحدود عام 1967، والله سبحانه وتعالى يقول: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}، وهو في نفس الوقت تطويع للمسلمين للقبول بمشاريع الدول الغربية الكافرة.
ثم إن استمرار سلطة غزة بالحديث عن قبولها بدولة في حدود 1967 يؤكد أنها مصرة على أن تتبع خطى سلطة رام الله شبرا بشبر وذراعاً بذراع: فأي اختلاف يمكن أن يلاحظ في مثل هذا الخطاب السياسي بين السلطتين؟، ثم إن مطالبة رموز سلطة غزة بـ"الاحتكام لصندوق الاقتراع"، ينافي القاعدة السياسية التي قررها القرآن الكريم، "إن الحكم إلا لله".
فحقيق على قادة وزعماء يرفعون شعار الإسلام أن يتوقفوا عن المطالبة بتحكيم دستور منكر باطل شرعاً، وعن المطالبة بالاحتكام إلى انتخابات ترعاها الدول الغربية التي تتآمر على قضية فلسطين، وعن القبول بدولة هزيلة على جزء من فلسطين، وخصوصا في هذا الشهر الفضيل: شهر الطاعات والقربات.
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}