أفادت الجزيرة نت بأن حكومة حماس بدأت بجمع ضرائب جديدة من الباعة المتجولين وأصحاب الحرف، وذلك لتغطية العجز المالي الناتج عن انحسار تجارة الأنفاق ورفض البنوك التعامل مع حماس وهو ما يمنعها من إدخال مبالغ من الخارج. وبدت ملامح الأزمة المالية تتجلى عبر تأخر حماس في تسديد رواتب نحو 30 ألف موظف مدني وعسكري يعملون معها، وقامت خلال شهر أبريل بصرف جزء من راتب شهر مارس للموظفين.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
حالة عامة من السخط تُمزج أحيانًا ببعض النكات تخفيفًا للضغط تسود أجواء غزة بسبب سياسة الجباية التي تنتهجها سلطة حماس، وقد فرضت هذه الحالة نفسها لدرجة أنه لم يعد أحد يذكر ذكرى إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، فالأجواء مشحونة والحكومة بجمع الضرائب مشغولة.
فالجباية طالت معظم مصالح الناس إن لم تكن كلها، فضرائب على الأنفاق، وضرائب على البضائع التي يشتريها الناس من تجار الأنفاق فهناك ضرائب على الدراجات النارية معدلها 300 دولار على الدراجة وضرائب على الدخان بنسبة 80% من ثمنها الأصلي، وضرائب على الوقود و..
أما أصحاب المحلات التجارية والتي يقاوم معظمها لمجرد الصمود فهناك ضريبة الترخيص وبأثر رجعي عن الأعوام السابقة، وهناك ضريبة الدخل تلاحقهم حتى في منامهم ..
وأما الباعة المتجولون الذين يصلون ليلهم بنهارهم لتحصيل لقمة عيشهم فهناك ضريبة على كل مكان يقفون فيه ليبيعوا بضاعتهم، وحتى أصحاب العربات التي تجرها الخيل أو الحمير عليهم الدفع بحجة الترخيص كل عام، ناهيكم طبعًا عن السيارات والدراجات النارية التي تملأ غزة. والأمثلة تطول ..
مأزق جديد تضع حماس نفسها والناس فيه فوق مأزق الحصار، فهي تضع نفسها في مأزق شرعي "قال عليه السلام لا يدخل الجنة صاحب مكس" وكذلك أخلاقي وتضع الناس في مأزق مقاسمة حماس إياهم لقمة عيشهم، فكيف تبرر حماس أكل أموال الناس بالباطل وخاصة إذا كان هؤلاء في وضع اقتصادي مزري، فـ 70% تحت خط الفقر، وحوالي 40% عاطلون عن العمل، و98% من المصانع أغلقت أبوابها!
إن ثمن تولي حماس السلطة في ظل الاحتلال وفي بقعة مجردة من الموارد يتعاظم شيئا فشيئًا والقادم ربما أخطر، ولعلنا نتساءل عن طريقة تفكير قيادة حماس في الأمور، فهل كانوا يتوقعون أن تدفع لهم الدول التي أنشأت السلطة الأموال وهم يرفعون شعار من النهر إلى البحر؟! أم أنهم صدقوا كذبة الديمقراطية الملعونة في ظل السلطة اللقيطة؟! أم ركنوا إلى الأنظمة الظالمة التي تحارب الله ورسوله؟!
لقد كانت حماس في غنى عن ذلك كله، وكان يكفيها شرف المقاومة التي ادعتها وإحباط مشاريع التسوية التي تريد دخولها الآن، فإن أعظم خدمة لفلسطين يمكن أن تُقدم الآن هي الحفاظ على قضيتها كقضية إسلامية ومواجهة كافة المشاريع التصفوية التي تطرحها أميركا وبريطانيا وروسيا ما دمنا غير قادرين على التحرير، ثم العمل في الأمة منطلقين من عقيدتنا لا من وطنيتنا، من حقنا الشرعي لا من الحق التاريخي المتهافت، لكي تدرك الأمة طريق نجاتها بعيدًا عن الحكام وأذنابهم وديمقراطيتهم التي تنازع الله في الحاكمية، فتتوجه كل الطاقات ضد الأنظمة ثم تتوحد لتحرير بيت المقدس نهائيًا من أشرار العالم اليهود وأسيادهم الغربيين.
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
20-4-2010م