بيان صحفي

يا حكام مصر! ألا ما أحلم الله بكم وأجرأكم عليه

تفسدون على الناس دنياهم ويفسدون عليكم آخرتكم

 

  نقلا عن جريدة اليوم السابع قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل المؤتمر الصحفي الاثنين 3/4/2017م، إن مصر ستقف بجانب الولايات المتحدة فى مكافحة (الإرهاب)، كما سيدعم وبشدة كل الجهود لإيجاد حل لقضية القرن، ليرد ترامب أنه سنفعل ذلك معاً ونقاتل (الإرهاب) وسنكون أصدقاء لفترة طويلة، وستكون المحادثات مثمرة وسنبدأ المؤتمر بعد قليل، وأوضح ترامب "سنتعاون مع مصر لأعلى مستوى وسيكون هذا أكبر من أي وقت مضى وهذا ما نحتاجه وأقول للسيسي لديك صديق كبير في أمريكا".

 

الرئيس المصري يقدم نفسه لأمريكا ليس كخادم مطيع فقط في حربها على الإسلام بل كرأس حربة في هذه الحرب يقتل ويوغل في دماء أهل الكنانة ويقدمها قربانا لسادته في البيت الأبيض حتى ينال الحظوة والرضا ويُعطى أدوارا أخرى يكمل بها فساده في الأرض وفساد آخرته هو ومن لف لفيفه، وهو يعلنها صراحة ويتبنى وجهة نظر أعداء الأمة في وصفهم الإسلام بـ(الإرهاب) وفي كيفية صراعهم معه وسعيهم لاجتثاث عقيدته من قلوب المسلمين عامة وأهل مصر خاصة وتطويعها وجيشها ليكونوا حربا على الإسلام وأهله بعد أن كانوا درعا للإسلام حماة له ولدولته!

 

يا أهل الكنانة! إن دينكم الذي ينعته الغرب بـ(الإرهاب) هو منهج حياتكم وفيه علاج كل مشكلاتكم التي صنعها الغرب بفصله إياكم عن الإسلام مصدر قوتكم وسبيل عزكم، ولقد أدرك عدوكم قدر الإسلام في نفوسكم وتمكُّنه من قلوبكم وأنكم تأملون فيه خلاصكم، وأدرك بعد ثورتكم العفوية أن ما فعله على مدار عقود قد تمحوه سنوات وربما شهور، إذا وجدتم متنفسا تتعلمون فيه من دينكم ما عمل هو على تعميته عنكم وما له من واقع عملي يجب أن يكون نمط عيشكم ومنهج حياتكم، فسعى فيكم حتى لا يدع لكم مجالا تعرفون فيه دينكم وحقوقكم التي كفلها لكم والتي تقضي على نفوذه وتوقف نهبه لثرواتكم وخيراتكم وتعيده إلى عقر داره فيما وراء البحار، إن أبقت له عقر دار، فسعى حثيثا لمنعكم من فهم الإسلام وتجهيلكم بأحكامه وشرعه محاولا حصركم في نوع جديد من الإسلام لم يتنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم يقبل الغرب والغرب يقبله.

 

وما كان إيصاله للإسلاميين إلى حكم مصر ثم انقلابه عليهم رغم أنهم لم يحكموا بالإسلام وكانوا وما زالوا يسعون لرضاه! إلا ليوهمكم أن هذا هو إسلامكم قد حكم وفشل فلا تنتظروا منه شيئا، وبقوة الحديد والنار والقتل والحرق والسحق سعى لترميم جدار الخوف الذي صدعته الثورة حتى كاد أن يتهاوى، كل هذا فعله الغرب حتى يفصلكم عن دينكم الذي ظهر تأثيره فيكم جليا واضحا عندما تنفستم بعضا من الحرية دون خوف ولا قمع.

 

يا أهل الكنانة! إنه لعار عليكم وعلى جيشكم الذي قوامه من أبنائكم أن يكون على رأسهم ورأسكم من يعلن الحرب على الله ورسوله ويسعى لفساد دينكم ودنياكم، وقد أوغل في دمكم ما أوغل، وها هو يتوجه بهذه الدماء نحو كعبته في البيت الأبيض قائلا لسادته هناك أنا رجل المرحلة أنا من سيحارب الإسلام بالوكالة عنكم طالما بقيت على عرش مصر وما دمت أنعم برضاكم وحظوتكم، يقولها لهم أنا أداتكم التي ستفرض سلطانكم وتبسط نفوذكم على حساب دماء المسلمين التي سأقدمها وقودا في صراعاتكم وقربانا لنيل رضاكم وسأعمل على أن تصبح العلمانية هي دينهم وعقيدة جندهم وسأقتلع الإسلام من نفوسهم...

 

يا أهل الكنانة جيشا وشعبا! أليس فيكم رجل رشيد يقتلع هذا الكائن القابع على أعناقكم ويخلص الكنانة والأمة منه ومن شره وشر من خلفه؟! أليس فيكم رجل يغضب لله فيتمعّر وجهه ويعزم على اقتلاع الرأسمالية التي أذاقت الكنانة المرارة ويسلمها للمخلصين شباب حزب التحرير ليستأنفوا فيها الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي سترسي دعائم الحق والعدل المفقود وتنهي عقود هيمنة الغرب ونهبه لثروات الأمة وخيراتها ومقدراتها؟!

 

يا أهل الكنانة! إن النظام ورأسه يعلمون أن تحت الرماد نار، وأن الكنانة على شفا ثورة عارمة لن تبقي ولن تذر، وقد أعد عدته حتى يحرق الكنانة إذا لزم الأمر حتى لا تخرج من ربقة التبعية، وإن هذه الثورة لن تؤتي أكلها إلا إذا حملت مشروع الأمة المنبثق عن عقيدتها الخلافة على منهاج النبوة والذي يحمله حزب التحرير، ولم يعد أمامكم إلا خياران اثنان؛ إما تبني ما يحمله لكم حزب التحرير أو البقاء تحت هذا النظام الخانع الذي يمتهن كرامتكم ويضيع حقوقكم وينهب أموالكم، ومهما ثرتم عليه بلا هذا المشروع الواضح فسيكون مآل ثورتكم له وقطاف ثمرتها بيديه، فاحملوا هذا المشروع الذي يعبر عنكم ويوافق فطرتكم وينبثق عن عقيدتكم فلا خلاص لكم بغيره مهما فعلتم ومهما حملتم من مشاريع يضعها لكم الغرب لصرفكم عنه، وستذكرون ما نقول لكم ونفوض أمرنا إلى الله.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية مصر

للمزيد من التفاصيل