بسم الله الرحمن الرحيم

جواب سؤال

تداعيات إسقاط تركيا للطائرة الروسية!‏

السؤال:‏

سؤالي عن تداعيات إسقاط الطائرة الروسية: هل سيترتب على ذلك تصاعد أعمال سلاح الجو في ‏أجواء سوريا؟ وهل يمتد ذلك إلى أجواء تركيا؟ وشكراً.‏

الجواب:‏

‏1- أما عن أجواء سوريا:‏

‏- فإن كان المقصود من التصاعد هو أن تجوب الطائرات الحربية أجواء سوريا وتقصف أرضها بما عليها ‏من بشر وشجر وحجر فهو حاصل والطائرات لم تدخر وسعاً في ذلك...‏

 

‏- وإن كان المقصود من التصاعد هو أن تتعارك هذه الطائرات فيما بينها فتدخل في حرب جوية معاً فهذا ‏مستبعد على الأقل في المدى المنظور وذلك للأسباب التي ذكرناها في إصدارنا في2015/10/11م وجواب ‏السؤال في 2015/11/18م.

 

‏2- وأما امتداد التصعيد إلى الأجواء التركية، وكأنك تقصد أن تنشب حرب جوية بين روسيا وتركيا بأن ‏تهاجم الطائراتُ الروسية الطائراتِ التركية كرد فعل على إسقاط الطائرة الروسية... إن كان المقصود هذا ‏فالجواب كذلك هو مستبعد على الأقل في المدى المنظور للأسباب التالية:‏

 

‏- إن التدخل الجوي الروسي في سوريا تم بالاتفاق مع أمريكا، والنظام السياسي التركي الحالي من أتباع ‏أمريكا ومن ثم لا يمكنه خرق اتفاق عقدته أمريكا...‏

 

‏- إن الدلائل على الاتفاق ماثلة للعيان وقد وضحناها في الإصدار وجواب السؤال المذكورين آنفاً... وها ‏هو بوتين يكشف ذلك فيقول في سوتشي الثلاثاء 24 تشرين الثاني/نوفمبر واصفاً حادث إسقاط الطائرة بأنه ‏‏"طعنة في الظهر" راديو سوا 2015/11/24م.  وهذا يعني أن اتفاقاً كان معقوداً واخترق...‏

 

‏- إن الراجح أن إسقاط الطائرة تم دون قرار من القيادة السياسية التركية بل من قياداتٍ في الجيش ذات ‏أهداف سياسية تختلف فيها مع أردوغان ثم اختلطت معها الغيرة على ما يشاهدونه من قصف روسي على ‏إخوانهم التركمان على حدودهم...‏

 

وهذا ما ظهر خلف السطور بل أمامها في تصريح رئيس الوزراء التركي: "وأوضح رئيس الوزراء التركي ‏أحمد داود أوغلو من جانبه، أن قرار القوات المسلحة التركية إسقاط الطائرة الروسية جاء بدافع حماية ‏الحدود..‏.‎‏" راديو سوا 2015/11/24م.

 

‏- إن روسيا على الأرجح تدرك ذلك بأن الحكومة التركية لم تنقض الاتفاق فليست هذه هي المرة الأولى ‏التي تخترق فيها الطائرات الروسية حدود تركيا ولم تمنعها الحكومة التركية، وإدراك روسيا أن إسقاط الطائرة ليس ‏بقرار سياسي من الحكومة وإنما هو من بعض قيادات الجيش يجعل هناك إمكانية لاستيعاب الأمر، ومن ثم ‏استبعاد الحرب بين روسيا وتركيا... وإنما المتوقع أن تسوى الأمور بوسائل سياسية تحفظ للأطراف ماء الوجه ‏من علاقات تجارية أو دبلوماسية أو وساطات أو تكثيف روسيا للهجمات في مناطق إسقاط الطائرة أو نحو ‏ذلك كرد اعتبار... وقد يكون لأمريكا الدور الرئيس في ذلك وخاصة في موضوع ضبط الجيش...

 

بالإضافة ‏إلى إيجاد مخارج في تفسير أين وكيف أسقطت الطائرة لإرضاء الطرفين، فقد قال مسؤول أمريكي أمس 2015/11/24 ‏‏ "إن واشنطن تعتقد أن الطائرة ضربت داخل المجال الجوي السوري بعد أن توغلت لفترة ‏وجيزة في المجال التركي وذلك وفقا لتقييم استند إلى تتبع البصمة الحرارية للطائرة." (دويتشه فيللي 2015/11/25م) فهي هنا ترضي الطرفين!‏

‏- وكما ذكرنا في الجواب "على الأقل في المدى المنظور" أي حسب المعطيات المنظورة، وإلا فإن تداخل ‏الأعمال العسكرية مع الأعمال السياسية يجعل إمكانية التقلبات في الأحداث ونتائجها غير مستبعدة...‏

 

‏- وأخيراً فإن المؤلم أنه على الرغم من أن البلاد إسلامية إلا أن النتائج والأحداث فيها يتحكم بها الكفار ‏المستعمرون وعملاؤهم! ومع ذلك فإن الأيام دول ولن يطول الوقت بإذن الله حتى يضيء نور الخلافة بلاد ‏الإسلام، بل ويمتد إلى أصقاع الأرض، وينكفئ أعداء الإسلام إلى عقر دارهم... هذا إن بقي لهم عقر دار﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾.‏     

13 من صـفر 1437

الموافق 2015/11/25م