بسم الله الرحمن الرحيم

الائتلاف السوري الوطني يعلن انفصاله عن أهل سوريا ويكرس عمالته لأمريكا بقبوله الذهاب إلى (جنيف2)

 

خضع الائتلاف الوطني البائس برئاسة الجربا، تماماً كما كان متوقعاً، في اجتماع هيئته العامة في إسطنبول في 17و2014/1/18م، للضغوط الخارجية عليه، وخاصة الأمريكية-الروسية، وقَبِل المشاركة في مؤتمر "جنيف2" المقرر عقده في 1/22، رغم تآمر الجميع جهاراً نهاراً على مسلمي سوريا؛ ليضمَّ نفسه بشكل رسمي وعلني إلى قائمة المتآمرين، وليلعب الدور القذر المناط به وهو إبقاء الحكم في سوريا بيد أمريكا. وسيكون ثمن ذلك انتقال الحكم من الأسد إلى الجربا، الذي ستنتقل إليه أوامر المهمات الأمريكية، والتي ستكون أولاها مهمة محاربة المشروع الإسلامي الذي يركز عليها كل من الأسد وإيران وروسيا والدول الغربية وكذلك حكام المسلمين، وحتى الجربا ومعلمه الذي علمه السحر وهو الشيوعي ميشال كيلو، والذي قال عن التنظيمات الأصولية المسلّحة ومدى خطورتها: "إن تجاهلها خطأ قاتل". وعن هذا الموضوع المركزي صرح كيري مؤخراً: "إن المؤتمر سيبحث في مكافحة الإرهاب كأولوية في أجندته المطروحة". وإنه ليمكن القول إن أهم ما في هذا المؤتمر أمران: إبقاء الحكم في سوريا بيد أمريكا، وضرب المشروع الإسلامي المتمثل بإقامة نظام الخلافة في سوريا، وذلك ما صرح به كلٌّ من الأفّاكَين: المعلم وزير خارجية الإجرام السوري، ولافروف وزير خارجية روسيا الوقح، والذي أكد ذلك بأكثر من تصريح. وقد رافق الإعلان عن موافقة الائتلاف الوطني على حضور جنيف2 أخبار عن أن إدارة الرئيس باراك أوباما طلبت من الكونغرس درس تخصيص مبلغ يقارب ٥٠ مليون دولار لقوات حفظ سلام دولية محتملة في سورية في إطار الموازنة السنوية؛ وهذا ما يشير إلى أن موافقة الائتلاف قد حصلت عليها أمريكا قبل إعلانها، وأن الموافقة تسير بحسب خارطة الحل الأمريكي، وأن في هذا الحل الأمريكي سيتم إرسال قوات دولية فاعلة على الأرض، كما ذكر الإبراهيمي من قبل، لتكون على غرار القوات الدولية في أفغانستان "إيساف" المتعددة الجنسيات بقيادة أمريكية، والتي تقوم بدور متعدد الأهداف القذرة، والتي منها: حماية حكم "كارزاي"سوريا الجديد، وضرب المشروع الإسلامي الذي تلاحقه من مكان إلى مكان تحت حجة محاربة الإرهاب.

 

 إن أمريكا تلاحق صحوة المسلمين في العالم وتعمل على تشويهها وضربها؛ لذلك نرى مآسي المسلمين قد انتشرت في كل مكان في العالم، وهي تجرُّ معها دول العالم بمن فيهم حكام المسلمين لتشركهم في أمرها، والآن جاء الدور في سوريا، فالمسألة أكبر من سوريا، إنها تتعلق بملاحقة المشروع الإسلامي في سوريا، وعدم السماح له بالوجود والعمل على إجهاضه قبل ولادته. من هنا فإنها تريد أن تعيد تجربة أفغانستان المـُـرَّة، والولوغ في دماء المسلمين عن طريق الحاكم الجديد البديل الذي ستسلمه الحكم هناك. تحت حجة محاربة الإرهاب.

 

 إننا نتوجه إلى من كان فيهم بقية من خير من أعضاء الائتلاف الوطني، أن يعملوا على فضح مؤامرة الائتلاف على المسلمين، وأن يعملوا على فرطه من داخله بكل ما أوتوا من قوة، عسى الله أن يغفر لهم خطيئتهم لانتسابهم إلى هذا الائتلاف الوطني الأمريكي.

 

وكذلك نتوجه إلى المجموعات المقاتلة وإلى عناصر وضباط الجيش المنشقين لنقول لهم إياكم أن تستجيبوا لدعوة الانضمام إلى الجيش الوطني الذي تنوي أمريكا إنشاءه منكم من أجل أن تستخدمكم جنباً إلى جنب مع القوات الدولية تماماً  كما يحدث في أفغانستان لضرب كل من يقف في وجه مشروعها، أو من يسعى لإقامة مشروع الخلافة. واعملوا على توحيد قواكم تحت مشروع نصرة إقامة دولة الخلافة كما هو مطلوب منكم شرعاً، وتماماً كما فعل أنصار الله ورسوله الأوائل الذين رضي الله عنهم.

وكذلك نتوجه إلى المسلمين في سوريا الشام عامة وإلى وجهائهم خاصة لنقول لهم إنكم أمام مؤامرة كونية ومكر شديد، واختارت عدوة الإسلام الأولى أمريكا ومن ورائها المجتمع الدولي حفنة من الهواة في السياسة ليكونوا ممثليكم في الائتلاف الوطني، وهؤلاء أبعد ما يكونون عن تمثيلكم: فأنتم مؤمنون تريدون الحكم بالإسلام وهؤلاء علمانيون وضعوا أيديهم بأيدي أمريكا لضرب المشروع الإسلامي. وحتى الإسلاميون منهم هم إسلاميون على الطريقة الغربية. أنتم قدمتم الدماء وهؤلاء يتاجرون بها. وأنتم تعانون شظف الحصار والتجويع والبرد والخوف والذل والموت بأبشع الوسائل وهم يقبعون في الفنادق يأكلون ويمرحون وإذا ما ظهروا على شاشات التلفزة تباكَوا عليكم وتبارَوا مع أمريكا في مهاجمة المشروع الإسلامي. إن هؤلاء يسيرون في فسطاط أمريكا ضد فسطاط الإسلام والمسلمين. أما ما هو المطلوب منكم تجاه ما تمكر به أمريكا وأحلافها ضدكم فهو أمر جوهري. فأنتم الحاضنة الشعبية التي لها كلمتها الأولى في كل ما يحدث، وأنتم وحدكم، حتى الآن، من أسقط في يد كل أطراف المؤامرة عليكم، من أمريكا الشر، إلى عميلها السفاح بشار، إلى إيران التعصب، إلى روسيا الحقد، إلى المجتمع الدولي المتآمر، إلى حكام المسلمين الخونة وخاصة تركيا التي لا تبعد عنكم مرمى حجر وحكام الخليج الذين تمتلئ مستودعات أسلحتهم وذخيرتهم بما دفعوا ثمنه مئات مليارات الدولارات... وأنتم تستطيعون الآن أن تُفشلوا كل مسعى خبيث وتآمر مستمر عليكم. إنكم تستطيعون أن تعلنوا أنكم ضد مؤتمر جنيف2، وأنكم ضد المشروع الأمريكي ومع المشروع الإسلامي، وأنكم ضد الائتلاف الوطني وانصياعه للأوامر الأمريكية، وأنكم ضد الاقتتال، وأن السلاح يحرم توجيهه بغير وجهته الشرعية... واعلموا أن الله سبحانه قد جعل لكم حظاً في التغيير على أساس المشروع الإسلامي إذ جعل وجود الحاضنة الشعبية الناشئة على أساس الإسلام والحكم بالإسلام حكماً شرعياً عمل الرسول صلى الله عليه وسلم على إيجاده في أهل المدينة الذين قال فيهم سيدنا مصعب رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم : "لم يبقَ بيت في المدينة إلا وفيه ذكر الإسلام" وهكذا هو الحال الآن في سوريا حيث لم يبقَ بيت فيها إلا وفيه ذكر الخلافة ويريد الحكم بالإسلام...

 

أيها المسلمون المؤمنون في سوريا الشام: إن حزب التحرير في سوريا الذي يسير على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم لإقامة الخلافة يخاطب المسلمين في سوريا لكي يأخذوا دورهم في عملية التغيير الإسلامي المنشود، ويخاطب أهل القوة أن يوحدوا تصويب سلاحهم باتجاه إسقاط دولة الكفر وإقامة دولة الخلافة، وهو يمد يده إليهم لإقامة أمر الله تعالى. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.

 

اللهم إنا نسألك نصرك وتأييدك ومكرك واستخلافك وتمكينك وأن تمنَّ علينا بخلافة راشدة تغير بها الحال إلى أحسن حال. اللهم آمين.

 

                                 

18 من ربيع الاول 1435                                                                                                                                            حزب التحرير

الموافق 2014/01/19م                                                                                                                                             ولاية سوريا

 

 

للمزيد من التفاصيل