بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الجيش اليمني!
حقِّقْ بشرى رسول الله بإزالة الحكم الجبري، وأقِمْ دولة الخلافة الراشدة الثانية
 
إن ما يعانيه المسلمون اليوم من فساد وفقر وظلم وإراقة للدماء..، إنما هو نتاج الاستعمار بوجهيه (الحاكم والمعارض)، فكلاهما شريكان لما يحدث لمسلمي اليمن من كوارث وأزمات أصلها الحكم بغير ما أنزل الله؛ فإن قتل النظام الناسَ في الشوارع اليوم، كما حدث في صنعاء وعدن وغيرهما، إنما هو بسبب التمثيل الذي أقرّته المعارضة في النظام الرأسمالي.
 
إن ما حدث في تونس وبكى عليه الناس خارج تونس، وتكرر في مصر وأبكى الناس خارج مصر، وكذا الحال في اليمن،... يعني بكلمة واحدة أن الأمة الإسلامية ألَمُها واحد وهمُّها واحد.
 
إن الأمة الإسلامية اليوم تهتف بصوت واحد لإزالة ليس حاكماً واحداً في بلد ما، بل حديثها هو عن إزالة جميع الحكام وتغيير الأنظمة من أدنى البلاد الإسلامية إلى أقصاها؛ لأنهم قد أوغلوا في البعد عن الإسلام وساموا شعوبهم أشد العذاب متعاونين فيما بينهم في ذلك، وإلا فماذا يعني تقديمُ النظام الهالك في مصر للغازات السامة التي ألقيت على المعتصمين في صنعاء؟! وماذا يعني إرسال علي عبد الله صالح وفداً إلى ليبيا في ظل الحرب التي يشنها القذافي على أبناء الشعب الليبي المسلم بالطائرات والمدفعية وراجمات الصواريخ، وتوجيه الضربات على المدن والقرى الليبية، وخطاب القذافي عن إشعال الأرض ناراً حمراء وجمراً تحت أقدام المسلمين وتطهير ليبيا (دار دار، وزنقة زنقة، وشبر شبر)؟!، ومثلهم عبد الله بن عبد العزيز الذي أرسل قواته لقمع الناس في البحرين، وأرسل باخرة محملّةً بالأسلحة والمعدات الحربية إلى عدن لقمع المتظاهرين فيها؟!، إنه يدل على أن هؤلاء الحكام همهم واحد وعملهم واحد، ألا وهو تكبيل الأمة الإسلامية وتقتيلها.
 
إن الأمة الإسلامية لن يهدأ حالها ولن ينقشع عنها ما تلاقيه من أحداث وويلات إلا بإزالة الحكام الرويبضات وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية التي بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي أصبحت على مرأى البصر وعلى مرمى حجر، ويريد الكافر أن يؤجلها ويجعلها بعيدة.
 
أيها الرجال في القوات المسلحة في اليمن: إن حزب التحرير يقول لكم أن وقت إقامة دولة الخلافة قد حان، وهذا هو الوقت لإزالة الظلم وإقالة الإثم عن الأمة الإسلامية التي سكتت سبعةً وثمانين عاماً عن هدم دولتها وتحكُّم الكافر بها وبمقدَّراتها.
 
أيها الضباط والجنود في الجيش اليمني: ألا يكفينا ما يحصل من مجازر للمسلمين في شتى بقاع الأرض، فتعيدون أنتم الكرّة؟! ألا تهبون لنصرة الإسلام وأهله؟!! إن دور جيوش المسلمين إنما هو الدفاع عن الأمة ونشر الإسلام بالجهاد.
 
أيها الجيش في أرض اليمن: إن حزب التحرير يذكّرك بأن تحركك ضد الناس يصنع مبرراً للغرب للتدخل عسكرياً كما حدث في ليبيا وإن وزر ذلك يقع عليك، وإن انضمام قادة عسكريين إلى ساحات الاعتصام لا ولن يجدي نفعاً، ولا داعي لتكرار تجربة مصر بتشكيل مجلس عسكري أعلى بعد رحيل النظام لأنه لتغيير الأشخاص فقط، ومهمته هي الحفاظ على بقاء البلاد تحت نفوذ الغرب الكافر.
 
إن حزب التحرير يدعوكم لتكونوا سباقين غير متخاذلين، فائزين بالشرف العظيم الذي سيكتب لكم بحروف من نور في الدنيا، والأجر العظيم في الآخرة؛ فاخلعوا علي عبد الله صالح ونظامه، وأقيموا دولة الخلافة وبايعوا خليفة للمسلمين يحكم بالإسلام ويوحّد بلاد المسلمين كلها تحت راية واحدة. فبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلوح في الأفق، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبريةً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة ثم سكت»، فهذه تذكرة منا إليكم وخطاب لكم أنّ هذا هو أوانكم لأن تكونوا أو لا تكونوا.
 
اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد
 
﴿هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾
    
20 من ربيع الثاني 1432
الموافق 2011/03/25م 
 حزب التحرير  ولاية اليمن 
للمزيد من التفاصيل