التاريخ الهجري     11 من ربيع الثاني 1432                                                          رقم الإصدار: 1432 هـ / 21 
    التاريخ الميلادي     2011/03/16م
 
ما يجري في البحرين!
يبرهن مجدداً على أن الحكام بعضهم أولياء بعض ضد المسلمين
 
سارعت الأنظمة في الخليج، ونخص بالذكر المحيطة بالبحرين، بإرسال القوات المدججة بالسلاح لقمع التظاهرات التي خرجت ضد طغيان وظلم ملك البحرين وشريكه رئيس الوزراء المتربع على كرسيه منذ أربعين سنة ويزيد. وحاول هؤلاء الحكام تسويغ قمع المتظاهرين وقتلهم عبر رفع فزاعة الفتنة الطائفية (الشيعية السنية) تارة، وزعمهم الحرص على الأمن الوطني المهدد تارة أخرى، فأعلنوا حالة الطوارئ مبررين بطشهم بالمسلمين في البحرين.
 
وقد تورط من قَبلُْ نظامُ الأسد في الدفاع عن نظام الإجرام والقتل القذافي وذلك عبر إرسال قوات سورية لمساندة هذا النظام الإجرامي للقضاء على أهل ليبيا ظناً منه أن هذا سيحول دون انتقال الثوارت لسوريا!!، وكذلك دافع القذافي من قبل عن نظام الطغيان في تونس وعن ابن علي عدو الإسلام، فمدحه ونظامه وألقى اللوم على أهل تونس المسلمين! وهكذا فإن الحكام يوالون بعضهم بعضاً ضد عدوهم المشترك وهم أبناء هذه الأمة الإسلامية المظلومة المقهورة!!
 
في ظل هذه الأحداث المتسارعة في المنطقة نرى لزوم التذكير بالتالي:
أولاً: إن واقع الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها هو واحد منذ هدم الكفار دولة الخلافة في العام 1924م... فقسموا جسد الأمة إلى بضعة وخمسين كياناً وهمياً، فصلوا بينها بحدود على ورق وفرضوها على الأمة بقوة الحديد والنار! ثم نصب الغرب على هذه الكيانات نواطير سمّاهم حكاماً أوكل لهم:
 
أ‌- مهمة محاربة الله ورسوله والمسلمين والتنكيل بمن يرفع راية الحق ويصدع به ويجاهد لإزالة الظلم وتحرير الأمة من هيمنة الاستعمار الغربي.
 
ب‌- مهمة العمل على فتنة الناس عن دينهم بفرض أنظمة وقوانين ودساتير تُلزم الناس الاحتكام إلى الشرائع الوضعية المستمدة من حضارة الغرب الفاسدة، والحيلولة بكل قوتهم دون إقامة دولة الخلافة!
 
ثانياً: في ظل ثورة أبناء هذه الأمة صار واضحاً لكل ذي بصيرة مدى الخوف الذي دب في عواصم الغرب! فتنادى زعماؤه للتفكير والمكر والتدبير لكيفية الحؤول دون انهيار ما بنوه عبر عقود، ودون عودة دولة الخلافة إلى الدنيا فتسترجع قيادة العام من جديد!!
 
ثالثاً: إن مبادرات الحكام وإصلاحاتهم التي تعمَد للتخفيف من بشاعة الكوارث التي ارتكبوها بحق أبناء الأمة لن تغني عنهم شيئاً بل إنها أمارة على سقوطهم القريب! وكذلك فإن القمع الدموي الشرس وسياسة الأرض المحروقة في ليبيا واليمن وغيرهما ما هي إلا حركة المذبوح الذي ينتظر خروج روحه....،
 
رابعاً: مع أن الغرب هدم وقضى على دولة الإسلام! ولكنه لم يستطع القضاء على عقيدة الإسلام في صدور أبنائها البررة! وها هم أبناء هذه الأمة أبوا أن يستكينوا ويخنعوا لظلم الظالمين، فانطلقت شرارة الثورة من تونس الزيتونة وسرعان ما امتدت إلى مصر الكنانة، فليبيا، فاليمن والبحرين، بل وأذربيجان،... وهي في طريقها إلى سائر بلاد المسلمين.. سائلين الله أن تكون منصورة ولصالح المسلمين...
 
إن ما يجري قد وضّح بشكل جليٍّ أن الأمة في خندق، وأن الغرب الكافر والحكام العملاء يقفون في الخندق الآخر المعادي ...
 
 
أيها المسلمون.. أيها الثوار.. أيها الأبطال
1- إن تحرك حكام الخليج وسوريا، ومن قبلهم ليبيا، لنصرة الحكام الآخرين ضد أبناء هذه الأمة ليدلل بشكل واضح جلي أنهم قادرون على العمل العسكري... ولكن ليس من أجل نصرة الأقصى الأسير وتحريره... وليس من أجل نصرة العراق وتحريره... وإنما لقتل أبناء هذه الأمة والدفاع عن عروشهم وعن أسيادهم في الغرب!!
فلا تثقوا بهم مهما قالوا! ولا تأمنوا للغادر مهما ادعى الوفاء!!
 
2- إن التظاهرات الغاضبة التي في اليمن هي تظاهراتكم... إن التظاهرات التي في ليبيا هي تظاهراتكم... إن التظاهرات التي في سوريا هي تظاهراتكم... إن التظاهرات التي في الجزائر هي تظاهراتكم ... إن التظاهرات التي في أذربيجان هي تظاهراتكم... فأنتم أبناء أمة واحدة، وتعتقدون برب واحد، ونبيكم واحد، وكتابكم واحد، فكونوا عباد الله إخواناً... كونوا على قلب رجل واحد... جاء في صحيح مسلم «عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله وإن اشتكى رأسه اشتكى كله».
 
إننا في حزب التحرير
- ننادي الأمة جمعاء أن توحد صفها وتجمع شملها وتحدد صديقها من عدوها، وأن تعلنها مدوية أن الثورة هي واحدة وأن رايتها واحدة وهي راية رسول الله، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن ما عداها من رايات، صنعها الاستعمار الغربي بناء على سايكس بيكو، هي ساقطة ومرفوضة...
 
- وننادي أهل القوة والمنعة من الضباط وقادة الجيوش أنه قد آن الأوان لينحازوا إلى الأمة في معركتها فيضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم من المسلمين المخلصين للعمل سوية على خلع هؤلاء الحكام خُدّام الغرب، ومبايعة خليفة يحكم بشرع الله في الداخل ويقود جحافل المجاهدين لتحرير الأمة من كل أثر للاستعمار الغربي ورواسبه.
 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}
 
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير
للمزيد من التفاصيل