التاريخ الهجري     11 من ربيع الثاني 1432
التاريخ الميلادي     2011/03/16م
رقم الإصدار: ح.ت.ي 61 
نداء إلى علماء اليمن
الإخوةُ علماءَ بلد الإيمان والحكمة،
لقد تحملتم أمانةً ثقيلةً هي أثقلُ عليكم من غيركم لعلمكم الذي تميزتم به؛ فقد قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر‏:‏9‏]، وقال تعالى زيادةً فيكم {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر‏:‏28‏]، وقال صلى الله عليه وسلم «العلماءُ ورثةُ الأنبياءِ». أفلا يكون الأوانُ قد حان أن تظهروا بالحق ولا تخافوا في الله لومة لائم، ولو كان على ذهاب أنفسكم وإزهاق أرواحكم، وقد أتت إليكم الفرصة دون أن تذهبوا إليها؟ أفلا تلبسون أكفانكم وتذهبون لتقولوا كلمة الحق؟
يا علماء اليمن، إن علي عبد الله صالح يحكم بغير شرع الله كغيره من حكام المسلمين! إمعاناً في معاداة الله وموالاةً للغرب الكافر والارتماء في أحضانهم لاستدرار عطفهم ورضاهم! فقد حارب الله في أرضه بتضييع شرعه، ويريدكم أن تباركوا جرائمه وأن تساهموا بالترقيع لوجه نظامه القبيح، أفلا تفضحونه؟ أفلا يكون وقتكم قد حان لإحقاق الحق وإزهاق الباطل؟ أفلا يكون فيكم سعيد بن جبير وأحمد بن حنبل والعز بن عبد السلام وغيرهم ممن كان لهم الفضل والسبق في قول الحق؟ أفلا تبحثون عن رضا الله فتكونوا للحق رجالاً لا تخافون في الله لومة لائم؟
يا علماء اليمن، إنكم تعلمون أن علي عبد الله صالح قد أجرم في حق المسلمين في اليمن طيلة فترة حكمه، ولم يُقرِّب العلماء يوماً إلا ليخرجوه من ورطةٍ وقع فيها؛ كدعوته لكم لمواجهة الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى، ودعوته لكم إلى الجند (تعز) في أزمته مع شريكه في الحكم حينها الحزب الاشتراكي قبل حرب صيف 1994م، ودعوته لكم أواخر شهر رمضان 1431هـ في أزمة الحوار بينه وبين أحزاب اللقاء المشترك، ثم بعدها يعود سيرتَه الأولى في إقصائكم، وإلا فأين كان مكانكم بعد كلٍّ من دعواته السابقة لكم؟! فلماذا لا يجعل الإسلام هو دائماً المرجعيةَ الدائمة لجميع المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها؟ ولماذا لم يَدْعُكُم في أزماته الاقتصادية ودعا البنك وصندوق النقد الدوليين، وأذعن لِما أمليانه عليه وفيه الخرابُ للبلاد والعباد؟ ثم لماذا تنتظرون دعوته فتذهبون إليه ولا يأتي إليكم توقيراً للعلم الذي تحملون كما كان الحاكم يطرق أبواب العلماء؟ ولماذا لا تبادرون أنتم بالذهاب إليه ونصحه وإظهار الحق غير آبهين بما ينتظركم من قبوله أو إدباره عما تقولون؟
يا علماء اليمن، إن الناس يتوقون لأن يروا علماءهم يجأرون بالحق الذي أمرهم الله بإظهاره وعدم كتمانه لا يخالفهم عليه الناس لِما يرون فيه وضوح الشمس.
إن مشكلة اليوم التي يدعوكم علي عبد الله صالح إلى حلها هي بسيطة سهلة في إظهار الحجة عليه؛ فإن فساد حكمه قد ظهر للعوام قبل الخواص، ونُصْحِ من ينازعونه الحكم اليوم بتنصيب خليفة للمسلمين ومبايعته على أن يحكم بالإسلام كما بين الله وأمر، وأن يعود علي عبد الله صالح جندياً في جيش المسلمين في اليمن كما كان، وإن اليمن ما زال لديه الفرصة ليحظى بشرف إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية والتي ستعم الكرة الأرضية بأكملها، وإننا نؤكد بأن اليمن قادر على ذلك، وقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنها قائمة، وهي على وشك الظهور قاب قوسين أو أدنى. فكونوا كما كان أسلافكم من الأنصار الذين أجابوا حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنصرة دين الله وإظهاره.
يا علماء اليمن، إن مما لا شك فيه أن أهل اليمن يثقون بكم وينتظرون منكم قول كلمة الحق. أما علي عبد الله صالح فتوجُّهُه إليكم إنما يريد منكم قاربَ نجاته من ورطته التي تمرغ فيها بولائه للغرب وهَجْرِه كتابَ الله، فلا تكونوا شركاءه في جرائمه بسكوتكم في الماضي ومساعدته اليوم.
يا علماء اليمن، أنتم أعرف الناس بالخير؛ فكونوا أسبقَ الناس إليه صدعاً بالحق، وقودوا أفواج الناس في الشوارع والبيوت إلى تطبيق شرع الله وخلع نظام الكفر من جذروه ولا تقبلوا بتغيير الأشخاص فقط بعد هذه الانتفاضة وتلك التضحيات الجسام فينطبق قول الله تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} [النحل:92‏]، والأهمّ من ذلك أن الناس بدون قيادة ترضي الله؛ فإن كنتم أنتم القادة إلى تطبيق شرع الله كانت لكم الريادة، ورضوان من الله أكبر، وإلا تفعلوا عمّت الفوضى والفساد، وغضب وسخط من الله أكبر والعياذ بالله! وحينها لا ينفع ندمٌ ولا حسرة!
إننا في حزب التحرير لا نقول لكم هذا من وراء ستار، بل إننا نقولها على الدوام ونواجه بها الحكام ونعمل من أجل استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة التي بشرنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فقد ثبت في مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبريةً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة ثم سكت». فقد أصبح الكفار اليوم يرونها رأي العين ويحذرون منها ويخشون إقامتها، ونحن نراها كذلك رأي العين ونعمل لها واصلين ليلنا بنهارنا، والله مولانا ولا مولى لهم.
إن النصيحة قد وجبت لكم كما هي لأئمة المسلمين وعامتهم؛ فقولوا يا ملح الأرض كلمة الحق ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار والعياذ بالله، قال تعالى: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود:113‏].
إن حزب التحرير يدعوكم لإبراء ذمتكم من إثم السكوت على حكام الجور وعمالتهم للغرب الكافر ومحاربتهم لدين الله جهاراً نهاراً، كما ويدعوكم أن تعملوا معه جنباً إلى جنب لإعادة دين الله إلى سدة الحكم عبر إقامة الخلافة، فسارعوا للاتصال معه والعمل لنصرة دين الله، فالعمل قبل النصر أجره أعظم وأكبر من العمل بعد النصر وإن كان في كل خير.
اللهم قد بلغنا اللهم فاشهد
{هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية اليمن
للمزيد من التفاصيل