التاريخ الهجري     29 من محرم 1432
التاريخ الميلادي     2011/01/04م
رقم الإصدار: 1432 هـ / 9 
 
إلى رئيس تحرير صحيفة الرياض المحترم،
 
 
نشرت صحيفة الرياض السعودية في عددها رقم 15524 الصادر بتاريخ 25/12/2010م، مقالاً للكاتب يوسف (أبا الخيل) بعنوان (الغذامي والليبرالية الموشومة)، دافع فيه عن الليبرالية الغربية في بلادها وفي بلاد المسلمين دفاعاً مستميتاً فوق دفاع الليبراليين أنفسهم! وذلك في معرض رده على محاضرة للدكتور عبدالله الغذامي، انتقد فيها الليبرالية ودعاتها في السعودية.
 
وأثناء دفاعه الشديد عن الليبرالية الغربية، قدّم الكاتب (أبا الخيل) معلومات خاطئة عن نشاط حزب التحرير في المملكة المتحدة -إضافة إلى مغالطات أخرى سيأتي ذكرها- ليثبت من خلال ذلك أن الليبرالية لم تسقط في مهدها! لا في بريطانيا، ولا في فرنسا، ولا في أمريكا. فالحادثة التي ذكرها الكاتب، بأن حزب التحرير رفع لافتات أمام موكب الملكة البريطانية، كُتب عليها "أسلمي تسلمي يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فعليك إثم البريطانيين"، فهي غير صحيحة، بل خرقها كاتب المقال دون حياء ولا خجل! فهل رأى لافتة بهذا الأمر موقّعة من حزب التحرير؟ أما إن كانت على عين الكاتب غشاوة، فقد كان الأولى به التثبت والتدقيق من باب النزاهة والموضوعية، أو احتراماً للقراء على الأقل، خاصة وأن الكاتب نفسه نعى على الدكتور الغذامي افتقاده للموضوعية في نقده لليبرالية الغربية! ولم يقتصر الأمر على ما ذكر، بل غمز الكاتب الحزب بأنه يريد إقامة الدولة الإسلامية في بريطانيا ويرفع علمه فوق قصر باكنجهام. ثم اتخذ الكاتب هذه التصرفات والأقوال دليلاً على أن الليبرالية البريطانية لم تسقط، حيث إن القانون الليبرالي البريطاني لا يؤاخذ عليها!
 
إننا نؤكد للكاتب على أمرٍ مشهور، سواء جهله أم تجاهله، وهو أن الحزب يرى أن دعوة الملوك والرؤساء للإسلام تباشرها الدولة الإسلامية، حين قيامها قريباً بإذن الله، ولا يقوم بذلك الأفراد أو الجماعات، وذلك تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث شرع بدعوة الملوك والقياصرة ورؤساء الدول إلى الإسلام فقط حين أصبح رئيساً للدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، وذلك بعد أن بايعه الأنصار من الأوس والخزرج على الحكم، وبناء على هذه البيعة هاجر عليه الصلاة والسلام إلى المدينة واستلم مقاليد السلطة فيها. وبعد أن أقام الرسول صلى الله عليه وسلم الدولة وطبّق أحكام الإسلام في المدينة، بادر بدعوة الدول إلى الإسلام وفق الأحكام الشرعية.
 
كما أننا نؤكد للكاتب المذكور على أمر آخر، سواء جهله أم تجاهله، أن الحزب يعمل لإقامة الخلافة في بلاد المسلمين فهي مجال عمله، وهذا أمر معروف لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
 
 
وبالعودة إلى الليبرالية البريطانية، فكأن الكاتب لم يسمع بحملات الاعتقال للأبرياء في بريطانيا، وتعذيب المعتقلين، والإجراءات المتشددة لمراقبة المسلمين، والتجسس عليهم، ليس أفرادهم فحسب، بل أحياءهم بأكملها، ومساجدهم ومراكزهم، عدا عن العنصرية المدعومة سياسياً وإعلامياً ضد المواطنين الآسيويين والأفارقة. حتى إن بعض المسلمين اعتقلوا واتهموا وسجنوا، ليس بسبب "ترجمة الأقوال إلى أفعال محسوسة"، كما يذكر الكاتب، بل لمجرد افتراضات لنواياهم، واعتماداً على كونهم يحملون "أفكاراً متطرفة" وفقاً للقانون الليبرالي البريطاني الخاص بمكافحة الإرهاب! والتطرف حسب عقيدة توني بلير، الذي سُنَّت القوانين في عهده، هو معارضة وجود "إسرائيل"، وانتقاد التدخل الاستعماري للدول الغربية في البلاد الإسلامية، وخاصة الممارسات الإجرامية لقوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق وأفغانستان. ولسبب ما، فقد تجاهل الكاتب بشكل واضح هذه القضية، مع أنه نقل عن الدكتور الغذامي هجومه على الليبرالية الغربية لكونها "ربيبة الإمبرالية الغربية وحصان طروادتها في النزو على مقدرات الشعوب المستضعفة"! فلماذا هذا الدفاع المستميت عن الليبرالية الغربية في ديارها، والسكوت الصارخ عن ممارسات الليبرالية الغربية في بلاد المسلمين لما يزيد عن قرنين من الزمن: منذ بدء حملة نابليون الديمقراطية لغزو مصر في 1797م، إلى شروع الغرب في تمزيق السودان في 2011م؟ نقول لماذا؟!
 
عثمان بخاش
 
مدير المكتب الإعلامي المركزي
 
 لحزب التحرير
 
للمزيد من التفاصيل