عقد شباب حزب التحرير في منطقة بلعين يوم السبت 15-9 ندوة في قاعة المجلس القروي، بعنوان "ارتفاع الأسعار .. قضاء رباني أم مشكلة بشرية؟!" وقد لبى الدعوة عدد من أهالي بلعين وعدد من أهالي القرى المجاورة.

افتتحت الندوة بتلاوة لآيات من القرآن الكريم تذكر بأنّ الإسلام كامل وبه معالجات لجميع أمور الحياة ومنها الاقتصادية، وهو ما أكد عليه المحاضر، الشيخ أحمد مصلح، الذي بدأ محاضرته بعرض المشاكل الاقتصادية التي يمر بها العالم و منه بلاد المسلمين، وبين بأنّ الكوارث الطبيعية مهما كانت كبيرة لا تؤثر على اقتصاد العالم، بل تكون محصورة في بقعة معينة في العالم مكان الكارثة، فالكوارث الطبيعية لا تؤدي إلى مشكلة اقتصادية عالمية مهما كبرت هذه الكارثة.

وانتقل بعدها إلى بعض الآراء التي تدعي معالجة المشاكل الاقتصادية ومن هذه الآراء والنظريات، نظرية مالتوس الدموية، مبينا فسادها من الأساس، وأوضح بأنّ المشكلة ليست في قلة الموارد كما يقول فلاسفة الغرب، بل المشكلة في توزيع هذه الموارد، وهو ما عالجه الإسلام بأحكامه التفصيلية.

وأكمل بعد ذلك شرح أساس المشاكل الاقتصادية وخصوصا في ظل الرأسمالية، من ربا واحتكار وكنز وتسعير والضرائب والشركات المساهمة و سوق الأسهم  وغيرها من الأمور التي ترسخ المشاكل الاقتصادية.

وأوضح مصلح بأنّ أغلب المشاكل الاقتصادية إن لم تكن كلها، تكون بناء على قرارات سياسية بالأساس، مثل ارتفاع أسعار النفط.

أما عن واقع السلطة فقد قال مصلح بأنّ مشكلة الأسعار والمشاكل الاقتصادية ليست بسبب شخص بعينه وإن كان مجرما، فالمشكلة هي بأصل السلطة التي جاءت للمتاجرة بقوت أبناء هذا البلد، وأصبحت تنهب أموال الناس في سبيل إشباع نزواتهم ورفد الأجهزة الأمنية التي هي في الأصل ذراع أمني لدولة يهود بالمال، وهذه السلطة هي التي وقعت اتفاقيات مذلة ومجحفة لتبقى تحت ربقة يهود ولا تنفك منه أبدا.

وأنهى محاضرته بعرض بعض الصور من التاريخ الإسلامي الذي يزخر بالكثير من الأمثلة على كيفية معالجة الخلفاء للمشاكل الاقتصادية وكيف كانوا يتفادون هذه المشاكل قبل حدوثها، وبين بعد ذلك الحل الجذري لمشكلة رفع الأسعار خصوصا وحل المشاكل الاقتصادية عموما، وذلك بوضع الإسلام موضع التطبيق الفعلي، وتطبيقه كاملا دون نقصان، وبذلك يتم تطبيق النظام الاقتصادي الإسلامي ليحل جميع المشاكل الاقتصادية، بعدل الإسلام وقوة السلطان.

وتلا المحاضرة فقرة للأسئلة، وأنهى المحاضر الندوة بالدعاء للإسلام والمسلمين، وخاصة أهل الشام المظلومين.

18/9/2012