عقدت المحاضرة التي أعلن عنها شباب حزب التحرير في الخليل بعنوان "الضرائب خطة اقتصادية أم جريمة سياسية" في فندق الأمانة يوم أمس السبت 25/2/ 2012 وسط حضور حشد ضخم من الوجهاء والسياسيين ورجال من معظم المؤسسات والاقتصاديين والمهتمين وأنصار الحزب.

تحدث المحاضر الأول الأستاذ علاء أبو صالح عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين عن قانون الضريبة الجديد واعتبره جريمة سياسية، وقال " إن قانون الضريبة الجديد ليس قانوناً لزيادة ضريبة الدخل فقط حتى يخرج رئيس وزراء السلطة في تسجيل مصور يضلل عموم الناس موهماً بأن القانون لن يمس شرائح الفقراء، بل هو قانون يشمل زيادة ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة ويفرض ضرائب على القطاع الزراعي وعلى مكافأة نهاية الخدمة والتقاعد وزيادة في ضرائب الأملاك والبيع والشراء مما سينعكس بصورة مباشرة على حياة المواطن فترتفع الأسعار كنتيجة مباشرة لذلك في ظل تدني الأجور بل وزيادة نسب البطالة وتفشي الفقر، لذا كان هذا القانون وسابقه من قوانين ضريبة جريمة ترتكب بحق أهل فلسطين الواجب دعم صمودهم ليتشبثوا بأرضهم المباركة وليرابطوا فيها ويحافظوا عليها".

وتعرض أبو صالح للوعود الكاذبة قائلا "سويسرا الشرق الأوسط، سنغافورة، لبن وعسل، رفاه، ازدهار اقتصادي، فرص عمل، مصانع، مؤسسات،  دخل مرتفع، هناءة عيش...تلكم هي وعود السلطة منذ نشأتها وتلكم هي أمانيها التي غررت بها أهل فلسطين".

وكانت النتيجة وفق أبو صالح "الفقر، البطالة، عمالة الأطفال، ارتفاع الأسعار، تدني الأجور، ضرائب، جمارك ومكوس، فساد أخلاق مباريات كرة قدم نسائية كشف للعورات اختلاط محرم حفلات غنائية مسابقات ملكات الجمال عري فحش دياثة، عبث بعقول أبنائنا تغيير لمناهج التعليم وفق المقاييس الغربية ورغبة يهود...تلكم هي ثمار السلطة طوال 16 عاماً عجافا".

وندد أبو صالح بسياسات السلطة التي أحالت قضية فلسطين إلى قضية رواتب وقضية لقمة عيش وميزانية لسلطة ذليلة تحت حراب الاحتلال، بعد أن كانت قضية أمة وبلاد مقدسة محتلة يجب تطهيرها من رجس المحتلين، وأوهمت الناس تضليلاً بأن تحرير فلسطين وبناء الدولة يكون ببناء المؤسسات والتشبث بمقاييس البنك الدولي ومتطلباته، وها هي تحاصر أهل فلسطين في سياسات تفضي إلى تهجير الناس من هذه الأرض المباركة وتضعضع تمسكهم بها وتقدمهم وأرضهم ومقدساتهم لقمة سائغة للمحتل.

وتحدث المحاضر الثاني الأستاذ نافذ الجعبري عن الخطة الاقتصادية للحكومة الفلسطينية معتبرا  أن الخطة تلك هي خطة سياسية بامتياز، ستؤدي في حال تنفيذها إلى انهيار اقتصادي شامل واستنزاف سريع للثروة الأهلية على شكل ضرائب بمسميات متعددة وهروب لرؤوس الأموال ما يؤدي إلى تحقيق هجرة طوعية للسكان من هذه البلاد وتركها لقمة سائغة للاحتلال تنفيذا لمخططات خبيثة.

 

وبين الجعبري أن الاتفاقيات التي وقعتها السلطة مع دولة يهود و ما تبعها من ملاحق اقتصادية وخصوصا ما يسمى باتفاقية باريس الاقتصادية التي جعلت من السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" وحدة جمركية وربطت الاقتصاد الفلسطيني "بالإسرائيلي" ربطا محكما وجعلت من الأراضي الفلسطينية جزرا معزولة عن العالم الخارجي لا يدخلها ولا يخرج منها شخص أو شيء إلا بإذن من دولة يهود . كما أن السيطرة الكاملة لدولة يهود على ثروات الفلسطينيين ومياههم والتهام الاستيطان لجزء كبير من الأراضي الزراعية ناهيك عن إجراءات الاحتلال من إغلاقات وتقييد للحركة وقلع للأشجار وغيرها يضاف إلى ذلك كون العملة الرئيسة للتداول في الأراضي الفلسطينية هي عملة يهود.كل ذلك يعني استحالة وضع خطة اقتصادية تضمن للفلسطينيين تحقيق استقلال اقتصادي ومعالجة للعجز المزمن في ميزان المدفوعات للسلطة.فالسلطة قد ولدت في حالة موت سريري تعتمد في وجودها على المعونات الخارجية التي شكلت أكبر مصادر الدخل على مدى السنوات السابقة منذ نشأة السلطة مقابل تنازلات متتالية قدمتها السلطة وشروط مجحفة نفذتها بكل أمانة وإخلاص .

  وأضاف إلا أن هذه المعونات المربوطة بتنازلات سياسية قد تقلصت في السنوات الأخيرة لأسباب من أهمها الأزمة المالية العالمية وعدم وجود ما تتنازل عنه السلطة مجددا, ما أدخل السلطة في أزمة مالية خانقة تهدد بالإطاحة بها.

وكان ألأستاذ أبو صالح أكد على الحضور أن يقوموا بإنكار ما تقوم به السلطة حيث قال أبو صالح "إن الله قد اصطفاكم بأن جعلكم أهل هذه الأرض المباركة، فكونوا أهلاً لهذه المكانة، وقوموا لله ولدينه وأنكروا منكرات السلطة كلها، ليس فقط فيما يمس أموالكم، بل فيما يمس دينكم، ودين أبنائكم ونسائكم، وما يضيع قضية أرضكم المقدسة فلسطين، فلا تسكتوا على منكرات السلطة، وارفعوا صوتكم عالياً لترفعوا الظلم عن أنفسكم وتبرئوا ذمتكم أمام ربكم، وليدرك كل من تآمر عليكم بأنكم أعزاء بدينكم وإسلامكم وأنكم لن تفرطوا بأرضكم المباركة، حتى يدخلها المسلمون المحررون أحفاد عمر بإمرة خليفة المسلمين في ظل خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة كما دخلوها أول مرة وليتبروا ما علوا يهود تتبيرا ويلقنوا كل من تآمر على هذه الأرض المباركة وأهلها درساً ينسيهم وساوس الشياطين، وإنا لنرى ذلك رأي العين، ونرى تحققه بات أقرب من أي وقت مضى، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

واختتمت المحاضرة بالإجابة على أسئلة الحضور.

المزيد من الصور

26/2/2012