شباب حزب التحرير في قطاع غزة يعقدون محاضرة بعنوان "ماذا يعني تحكيم الشريعة"

عقد شباب حزب التحرير في المنطقة الوسطى في قطاع غزة محاضرة بعنوان "ماذا يعني تحكيم الشريعة"، وذلك مساء يوم الخميس 23-2-2012 في مسجد الشهيد فتحي الشقاقي بالنصيرات.

ابتدأ  الأستاذ أبو زكريا المحاضرة بالتعليق على أطروحة تقول بأنه لا داعي لرفع شعار الشريعة وتطبيق الإسلام، بحجة أن الشريعة موجود والناس مسلمون!  حيث اعتبر ذلك الطرح محاولة تضليلية من قبل بعض العلمانيين لحرف الناس والثورات عن تطبيق الإسلام وإعادة الخلافة.

ثم تطرق في كلمته إلى قضية الحدود في الإسلام معتبرا أنها جزء ثابت من أحكام الإسلام لا يستغنى عنه ولا هو يغني عن تطبيق بقية أحكام الإسلام، كما تفعل ذلك بعض الدول التي تنفذ بعض الحدود والعقوبات الشرعية وتترك بقية أحكام الإسلام.

ثم تطرق المحاضر إلى بعض معاني تطبيق الإسلام والشريعة، حيث اعتبر أن قوام الحكم بالإسلام وأساسه يقوم على مبدأ التشريع لله وحده، معتبرا أنه "حين يكون التشريع حقًّا خالصًا لله فإنَّه لن يكونَ هناك مصلحةٌ لمجموعة مِن البشر على حسابِ مجموعة أخرى في هذا التشريع، ولن يشوبَه عيوبُ "الجهل" و"الهوى" كما تشوب هذه العيوبُ كلَّ تشريع بشريٍّ؛ "حينما يضَع الإنسان منهجًا لحياته منفردًا دون استرشاد بوحيٍ ربَّاني ...".

وقد لفت إلى أن تطبيق الشريعة يشمل الحاكم والمحكوم، فكلاهما مطالب بتطبيق أحكام الإسلام في كل شؤونه.

أما على صعيد العَلاقة بيْن الحاكم والمحكوم فقد اعتبر المحاضر أن "النِّظامُ الإسلامي يتفوَّق بدرجاتٍ على النِّظام الديمقراطي، الذي يجعل مِن محاسبة الحكام "حقًّا" يُعطَى للأمَّة، فجعل الإسلامُ محاسبةَ الحكَّام إنْ خالفوا شرْع الله (الدستور أو القانون الأساسي) "واجبًا" على الأمَّة، وليس مجرَّد حقٍّ لها! واجبًا تتعبَّد بالقيام به تُجاهَ الحاكم".

وقد أضاف المحاضر لفتة هامة على صعيد تطبيق الإسلام وهي توحيد الهوية بجعلها هوية إسلامية، حيث اعتبرها "هُويَّة واضحة ناصِعة لا تشترك مع غيرِها من الهويَّات في استقطابِ الأمَّة، فتتوحَّد وجهتها ويتعزَّز انتماؤها" معتبرا أن هذه الهوية "هي التي حفِظتِ الأمَّة من الاغتراب الشامل عنِ الأوضاع العامَّة" و"لهذا فَشِلَتِ التجربة "القومية" في تحقيقِ النهضة لهذه الأمَّة، وفشِلتِ المدنيَّات ذات الهُويَّة الوطنية في القضاء على حالة "الاغتراب" التي تُعاني منها الأمَّة الإسلاميَّة في هذه البلدان؛ لأنَّها تُحدِث فراغًا اجتماعيًّا ينشأ بسببِ اعتلاء هُويَّات دخيلة على كيان الأمَّة، ممَّا يعزل الفردَ عن الهموم العامَّة ويحصره في همومِه الذاتية؛ لأنَّ الهُويَّة الدخيلة لا تحقِّق ذلك الاستقطابَ والجذْب الذي تحقِّقه الهُويَّةُ الإسلاميَّة، والتي هي الهُويَّة الأصيلة لهذه الأمَّة".

وفي الختام اعتبر المحاضر أن معاني تطبيق الشريعة يصعب حصرها في محاضرة واحدة، ولكنه هو خيار الأمة الوحيد الذي لا يمكن تطبيقه إلا في إطار دولة الخلافة.

24-2-2012