ضمن حملة لشباب حزب التحرير في مدينة يطا و قراها لتحذير الناس من تفاقم خطر المؤسسات الناشطة في مجال التطبيع مع يهود مثل ما يسمى مركز بيرس للسلام و أخرى ذات نشاطات تبشيرية و افسادية مشبوهة، تم اليوم توجيه رسالة عبر معظم المساجد التي تقام فيها الجمعة في مدينة يطا و قراها. فقد وجهت الرسالة في عشرين مسجدا جامعا و لاقت قبولا و تفاعلا واسعين من المصلين. و قد عبر الكثير من الناس عن سخطهم على تلك المؤسسات الافسادية المفسدة التي تستهدف عقول أبناء المسلمين و نسائهم. و أثنى الكثير من الناس على الجهود المبذولة من شباب الحزب لكشف حقيقية تلك المؤسسات و من يتعاون معها.
 
وهذا هو نص الكلمة التي ألقيت في المساجد،
 
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين، و بعد
أيها المسلمون الموحدون
إن العلاقةَ بين الكفر والإيمان علاقةُ صراع، فالكُفار لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً، و هذا دَأْبُهم منذ فجر الإسلام يتربصون بالمسلمين و يحيكون المكائدَ ليصدوا عن سبيل الله، ويُنفقونَ في سبيل ذلك الأموالَ الطائلةَ كما بَيَّنَ اللهُ تعالى في كتابه العزيز: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ. فالمسلم الفاهم لدينه و الواعي على أحكام ربه لا ينخدع بما يظهره الكافر من لين في القول أو كرم في دفع المال. فالكافر كالأفعى يخفي خلف ملمسه الناعم سما زعافا.
 
 يا أهل هذه البلدة الطيبة:
ادلهم خطب يقع بينكم على مرأى و مسمع من كثير منكم، يقوده أعداء الدين من اليهود و النصارى، و يعينهم عليه نفر من ضعاف النفوس المنتفعين بما يُقدم لهم من فتات. هذا الخطر يستهدف الاطفال و النساء بشكل أساسي.
في مدينة يطا و ما يحيط بها من قرى و تجمعات، تنشط جمعيات و مجموعات هدفها التطبيع مع يهود و أخرى تدعو إلى التبشير و أخرى تهدف إلى حرف الشباب و الشابات و افسادهم. و على رأس تلك الجهات الناشطة بالاجرام ما يسمى مركز بيرس للسلام. هذا المركز المسمى باسم بيرس جزار قانا هدفه تعليم الأطفال نبذ ثقافة العنف كما يقولون، و هذا فعلا يعني عدم مواجهة يهود و إعطاؤهم شرعية على فلسطين.
 
يا أهل يطا الكرام
لقد خرجت من مدينتكم العديد من الرحلات باسم الرياضة والترفيه التي تشرف عليها تلك المراكز و المؤسسات، فمركز بيرس و بالتعاون مع نفرٍ منتفع نظم مباريات بين أطفال و مراهقين من يطا و اريحا و السموع و غيرها مع يهود. و كم كانت الصدمة عندما رأينا على الانترنت صور أطفال المسلمين يلبسون قمصان رُسمَ عليها الصليب في مباراة مع اليهود هدفها التطبيع. و الصدمة كانت أكبر عندما عاد أطفالنا في عمر عشر سنين و خمسة عشر سنةً يلبسون مديليات خيطها يعبر عن علم ما يسمى بإسرائيل. بل الأمر أخطر من ذلك فتلك المراكز نظمت رحلة للنساء و للبنات إلى داخل ما يسمى باسرائيل، و هناك التقوا مع شباب و شابات يهود.
 
أيها الاحبة، إن هذا استهداف واضح لعقول أبنائنا و لعفة نسائنا، فأين أنتم يا رجال أمة محمد ؟
 
و إلى جانب مؤسسات اليهود التي تعمل للتطبيع يوجد العديد من المؤسسات المدعومة أمريكياً و أوروبياً و من الكنيسة النصرانية هدفها حرف شبابنا عن دينهم و تدعو إلى التبشير بغير ما انزل على محمد. فهل أتاكم نبأ الذين يسمحون لبناتهم بالسفر الى الاردن و ايطاليا و البرازيل بدون محرم بحجة حضور مؤتمرات للطفولة و المواطنة و الديمقراطية. وهل تعلمون عن محاولاتٍ لسَقط المتاع لفتح نوادٍ رياضية للنساء؟
 
لقد آن أوان المفاصلة بين الحق والباطل، وبين الحياة والموت، فأمريكا والكافر والحكام العملاء يقودون حرباً على الإسلام والمسلمين لا هوادةَ فيها ، حربٌ ميدانية وأخرى فكرية ، فهم يميعون عقول أولاد المسلمين وبناتهم ، وإنكم اليوم مدعون للدفاع عن عقيدتكم ودينكم ووجودكم كأمة ، فلا تسمحوا لهم بالوصول إلى عقول أبنائكم واعلموا أن الله قد استرعاكم على أولادكم فلا تَلْقَوا اللهَ يوم القيامة وهو ساخطٌ عليكم.
 
وخذوا على يد من رضوا أن يكونوا أداة اليهود في بلدتنا من خلال التنسيق والمشاركة مع هذه المراكز التي تحمل لأبنائكم السم النقاع ,وقولوا لهم في أنفسهم قولا بليغا, فإن الأمة لن ترحم يوما من خانها ,ولكم في الحكام عبرة , ولعذاب الله اشد وأنكى
 
واعلموا أن خلاص الأمة التام من الكافر المستعمر وعملاءه يكون بدولة الخلافة معصم وحدة المسلمين التي نعيش ذكرى هدمها الأليمة قبل تسعين عاما ،أسأل الله أن يمن علينا بنصر قريب من عنده و أسأل الله أن نكون من شهود الخلافة وشهدائها.
هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ
24-06-2011