الآلاف من أنصار حزب التحرير يرفضون صفقة ترامب ويؤكدون على إسلامية قضية فلسطين ووجوب تحريرها

نظم حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين وقفة حاشدة في مدينة الخليل عصر اليوم الثلاثاء ١١-٢-٢٠٢٠ رفضا لصفقة ترامب وتأكيدا على إسلامية قضية فلسطين ووجوب تحريرها كاملة.

وقد رفع المشاركون في الوقفة الرايات والألويةوالشعارات الداعية لتحرك جيوش المسلمين، وهتفوا ضد ترامب والأنظمة العربية، وهتفوا للخلافة التي تحرر فلسطين وتقتلع كيان يهود من جذوره.

وقد ألقى الدكتور إبراهيم التميمي، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين، كلمة في الحشدأكد فيها أن ما شجع ترامب على جريمته هو خنوع الأنظمة وتآمرها، ولو علم ترامب أن من بين حكام المسلمين اليومرجلا كهارون الرشيد أو صلاح الدين ما تجرأ على أن يتدخل في أية قضية من قضايا المسلمين.

واعتبر التميمي أن أمريكا هي أم الإجرام وأبوه، ليس بحق المسلمين فحسب بل بحق البشرية جمعاء، وأن أرض فلسطين ليست ملك يمين ترامب حتى يهب ويمنع فيها، ولا ملكا للحكام، ولا لمن يلهثون وراء الحلول الاستسلامية والدول الغربية، ويقدسون التنسيق الأمني، بل هي ملك أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وأكد التميمي رفض الحزب لكل اتفاقية أبرمها من يزعمون تمثيل أهل فلسطين وليس فقط صفقة ترامب، فأوسلو وواي ريفر وطابا وبروتوكول الخليل، كلها تنازل وبيع لفلسطين، وهي مرفوضة.

وأكد التميمي على الحل الشرعي لقضية فلسطين وهو وجوب تحرك جيوش الأمة لتحريرها، وعاب على المتمسكين بالشرعة الدولية ومجلس الأمن سلوكهم الانهزامي والمشين.

وفي ختام كلمته، استنهض التميمي همم جيوش الأمة ودعاها للقيام بواجبها تجاه مسرى رسولها لتحرر فلسطين وتنهي عبث أمريكا وصفقتها وتحكمها ببلاد المسلمين. فالرد الحقيقي على صفقة ترامب هو تحرير فلسطين.

وفيما يلي نص الكلمة:

=====================================================

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

 والصلاة والسلام على إمام المرسلين كان له المسجد الأقصى مسرى ومعرجا إلى السماوات العلى حتى بلغ سدرة المنتهى، والذي أم في جموع الأنبياء والمرسلين في بيت المقدس، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،

أيها الجمع الكريم:

  أنتم اليوم هنا ترفعون صوت أهل فلسطين في ردهم علىترامب والأشياع والأتباع، نبين موقفنا للعالم عامة ولأهل القضية أمة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة فنعلن ما يلي:

إن الذي شجع ترامب على وقاحته أن رأى حكاما خانعين خائنين متآمرين يشترون رضا أمريكا الذي لا يُنال، بغضب الله ثم غضب أمتهم، ولو علم ترامب أن فيهم رجلا مثل هارون أو صلاح الدين ما تجرأ على أن يتدخل في أي قضية من قضايا المسلمين.

 أما أمريكا فأنت أم الإجرام وأبوه، فمن أجرم منك في حق البشرية، من قتل الملايين من الهنود الحمر؟ من أفنى الناس في اليابان بقنابله النووية، من قتل أهل العراق واستباح أعراضهم؟ من قتل أهلنا في أفغانستان، من حرك الأسد وإيران وروسيا لإبادة أهل الشام وتركها خاوية على عروشها؟ من حرك حفتر في ليبيا، والسيسي في مصر، وابن سلمان في الحجاز، أليس من الوقاحة أن يتكلم أكابر مجرميك في قضايا العالم، وأوقح منه أن يتكلموا في قضايا المسلمين، بل في واحدة من أهم قضاياهم وهي الأرض المباركة فلسطين.

ثم إن أرض فلسطين يا ترامب ليست تكساس ولا واشنطن، وليست ملك يمينك حتى تهب وتمنع فيها، ولا ملكا للحكام الخونة، ولا لمن يلهثون وراء الحلول الاستسلامية والدول الغربية، ويقدسون التنسيق الأمني، بل هي ملك أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أنت يا ترامب حتى تقرر في أرض الإسراء والمعراج

إن الأنظمة الموجودة في العالم الإسلامي انكشفت في السنوات الأخيرة فقتلت شعوبها في الشام واليمن وليبيا ومصر وغيرها، هذه الأنظمة هي نفسها التي تآمرت على فلسطين، بجعل قضية فلسطين قضية عربية ثم بتقزيمها إلى قضية منظمة التحرير التي جعلتها رأس حربة في التآمر على فلسطين، ثم القبول بالحلول والشرعة الدولية، والتفاوض، والمبادرات، ثم التطبيع والاعتراف المعلن والمبطن وما خفي كان أعظم، فإن الحكام ومنظمة التحرير هم أداة في يد أمريكا والدول الغربية لشرعنة كيان يهود وإعطائهم فلسطين بلا ثمن، فهم الذين مهدوا الطريق لصفقة ترامب، وهم لا يرفضون صفقة ترامب إلا لأن دورهم اليوم هو الرفض، وهم لا يمثلون الأمة، وليسوا من جنسها.

 إننا لا نرفض صفقة ترامبوحدها، بل نرفض كل اتفاقية أبرمها كل خوان أثيم اعتبر نفسه زوراً ممثلاً لأهل فلسطين، فصفقة ترامب لا تختلف عن أوسلو وواي ريفر وطابا وبروتوكول الخليل، فكلها تنازل وبيعلفلسطين، وكلها حلول خيانية نرفضها جملة وتفصيلا، ومن يسير فيها فهو خائن لله ورسوله وأمة الإسلام.

إن أرض فلسطين هي أرض إسلامية، فتحها عمر وحررها صلاح الدين وحافظ عليها السلطان عبد الحميد، وستبقى أرضا إسلامية إلى يوم الدين

 إن ضياع فلسطين كان يوم ضاعت دولة الخلافة وصدق فيها السلطان عبد الحميد حين قال فإن هدمت دولة الخلافة يوما فستأخذون فلسطين بلا ثمن.

 إن تحرير فلسطين مهمة الأمة كل الأمة وعليها أن تتحرك فورا لتحرير هذه الأرض المباركة وعلى رأسها الجيوش.

فليكف دعاة الشرعية الدولية ومجلس الأمن عن دعوة أعداء الأمة إلى التدخل في قضايانا، كفوا قبل أن نُقتل في فلسطين عن آخرنا، وتهدم بيوتنا، ونُرحل عن أرضنا وأنتم تدعون أعداءنا لحل قضايانا وتطلبون من المسلمين أن لا يتدخلوا في قضية فلسطين، فمنظمة التحرير وحكام المسلمين دعاة إلى ماء في نار، وما في النار للظمآن ماء، تدعون كل الناس أن يتدخلوا في قضية فلسطين إلا المسلمين أهلها.

 وليكف دعاة ترك أهل فلسطين وحدهم يواجهون يهود بدعوى أن فلسطين للفلسطينيين، وأن أهلها قادرون على الصمود، فهؤلاء يدعون الأمة وجيوشها أن يتركوا أهل فلسطين وبيت المقدس لقمة سائغة لليهود على ضعف حالهم وقلة حيلتهم، حتى يقتلوا أو يهجروا وحيدين على كثرة أهلهم، وضعفاء على كثرة أنصارهم. فتللك والله دعوة خيانة وخذلان.

  ونعلم أن أناساً يعيبونعلينا مخاطبة الجيوش، ويعتبرون الجيوش ميتة لا تتحرك إلا بأمر الحكام، ونحن نستغرب على استغرابهم فنقول: أو عجبتم أن نخاطب أبناء الأمة الذين هم أصحاب القضية، ولا تعيبون على رهط المتخاذلين الذين لم يكفوا عن مخاطبة أعداء الأمة من أمم متحدة ومجلس أمن وأمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا واللجنة الرباعية، فالعجب فيمن ترك قوته وفئته وأهله ولجأ تحت أقدام أعدائه.

 ويعيبون أن نخاطب أبناءنا وجيوشنا والله تعالى خاطبهم فقال (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) يعيبون علينا أن نخاطبهم بما خاطبهم به الله، يعيبون علينا أن نعيد خطاب الله عليهم، الله أكبر، ألم يفهموا قول الله تعالى(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)

 إن حل قضية فلسطين هو حل واحد، وهو تحريك الجيوش نحوها حتى تقتلع كيان يهود، وهو إما أن يكون بإزالة الأنظمة القائمة التي تحرس كيان يهود وتمنع الجيوش من تحريرها، وتنصيب أمير للمؤمنين ينادي حي على الجهاد حي على مسرى رسول الله، حي على المسجد الأقصى، حي على التحرير.

أو أن يكون بتحريك الجيوش رغم أنف الأنظمة حتى إذا اعترضها حاكم طاغوت داسته بسنابك خيلها، وتوجهت مهللة مكبرة محررة لبيت المقدس من دنس الكافرين... وإنا لنرجو الله أن يجمع لنا قريبا الخيرين، أمير المؤمنين وجيش المحررين.

فيا أحفاد عمر يا أحفاد خالد وأبي عبيدة، يا أحفاد صلاح الدين

 إن الأرض المباركة تستنصركم، تستغيثكم فأغيثوا مسرى نبيكم وأغيثوا أهلكم

 قاتلوا اليهود حتى يكلمكم الحجر والشجر

قاتلوهم وحرروا المسجد الأقصى من دنسهم

فالمسجد قد طال شوقه لخطبة التحرير،

 طال شوقه لصلاة المحررين والتكبير

اكسروا ترامب وجمعه

 أعيدوا للإسلام عزه

 أعيدوا سيرة الفتوحات 

 أروا الله منكم خيرا، ينزل عليكم مددا وعونا ونصرا

 وتلك تجارة صاحبها لا يلقى بورا، في الدنيا والآخرة

قال تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

 

 

 

١١-٢-٢٠٢٠