عقد شباب حزب التحرير في جنوب قطاع غزة ندوة عامة بعنوان قواعد الحكم في الإسلام وذلك في مدينة رفح يوم الأحد الموافق 5-9-2010 في مسجد سعد ابن أبي وقاص، وقد ابتدأت الندوة بقراءة آي من الذكر الحكيم، ثم قدم الأستاذ أبو قصي لموضوع الندوة ولأهميته، معتبرا أن الدولة في الإسلام إنما تقوم على أسس واضحة مستقرأة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ثم قام الأستاذ حسن المدهون بإلقاء محاضرة عن القواعد التي يبتنى عليها الحكم في الإسلام، حيث اعتبر أن الحكم إنما يقوم على هذه القواعد فان وجدت الدولة الإسلامية وان اختل واحد منها اختل البناء كله.
ومن ثم تطرق إلى تفصيل هذه القواعد، حيث اعتبر القاعدة الأولى هي أن السيادة للشرع وليست للأمة أو للشعب، وبهذا يختلف الإسلام عن الأنظمة الجمهورية والديمقراطية التي تجعل الحق في التشريع للأهواء وللآراء، بينما أن القاعدة الثانية تتلخص في أن السلطان للأمة فهي التي لها الحق في أن تختار من يحكمها بالإسلام من خلال طريقة البيعة، ولا يعني هذا أن يفتح الباب لكل من يريد الحكم على أساس الإسلام أو على غيره من الأسس، بل إن المسألة محصورة فقط فيمن يريد تطبيق الإسلام، كما بين آثار القاعدة الثالثة وهي وجوب وجود خليفة واحد للأمة، حيث أن من آثار هذه الفكرة توحيد المسلمين في إطار دولة واحدة وحاكم واحد، واعتبر أن القاعدة الرابعة هي أن للخليفة حق تبني الأحكام وسن القوانين في الدولة، وبالطبع فان هذه القوانين مستمدة من الأدلة الشرعية فقط.
ويعد ذلك تصدى كل من الأستاذ حسن المدهون والأستاذ أبو قصي لأسئلة الحضور والتي تميزت بالكثرة وبالسؤال عن التفاصيل خاصة حول ما يتعلق بعمل حزب التحرير وبما يتعلق بهيكلية وأسس دولة الخلافة.
وفي معرض الإجابات عن الأسئلة اعتبر الأستاذ المدهون أن الخلافة فرض يجب أن تقوم من اجله الأمة بالعمل بأقصى طاقة وقوة وأن اعتبار الخلافة تاج الفروض ليس اعتبارا عبثيا وإنما آت من أن معظم أحكام الإسلام لا يمكن أن تطبق بالشكل الكامل أو توجد من الأساس إلا بوجود دولة الخلافة فالأنظمة المختلفة كالتعليم ونظام العقوبات والنظام الاقتصادي لا تستطيع حركة أو حزب أو فرد أن يقيمه بل ولا يجوز له ذلك، حيث أن هذه الأعمال من أعمال الدولة ومعطلة بغياب الخلافة.
وقد بين الأستاذ أبوقصي أن الأحاديث الواردة في موضوع البيعة إنما تدل على أن البيعة على الحكم وليس فقط على الإيمان أو النبوة، وذلك بدلالة الألفاظ التي وردت بها هذه الأدلة. كما وتطرق إلى إجابات بعض الأسئلة المتعلقة بالحزب من مثل ما هي مصادر تمويل الحزب فأجاب موضحا بأن تمويل الحزب ذاتي ولا يقبل الأموال من الأنظمة والمؤسسات والكيانات المختلفة.
كما أنه تطرق في إجابات أحد الأسئلة أنه لا يجوز بيعة أي نظام قائم كونها أنظمة باطلة شرعا ولا تحكم بالإسلام، أما بالنسبة لواقع السلطتين فإنهما أقل من أن يبحث واقعهما فهما كلتاهما سلطتان تحت الاحتلال.
هذا وقد كان الحضور جيدا ومتفاعلا مع الندوة حتى نهايتها.
7-9-2010م