مواقف عزة وتضحيات
أشرف: أنا لست مذنبا، بل أنا فخور بما قمت به
 
هذه قصة أسد أخر من أسود حزب التحرير الذين صدعوا بالحق فألقوا رسالة حزب التحرير – فلسطين التي زلزلت السلطة وفتت في عضدها.
رسالة حزب التحرير– فلسطين التي ألقاها شباب الحزب في مساجد مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية يوم الجمعة 31-12-2010، وطفقت بعدها السلطة تضرب يمنة ويسرة، تعتقل وتلاحق وتطارد، تبحث وتفكر وتتجسس لتعرف سر دقة تنظيم الحزب لنشاطه، وسر شجاعة شبابه وجرأتهم التي عجزت السلطة عن استيعاب أسرارها.
وما درت السلطة بأنّ شباب حزب التحرير قد أقسموا بالله أن يكونوا حراسا أمينين للإسلام، ونذروا أنفسهم، وأموالهم وأرواحهم، من أجل رفعة الإسلام وتحكيم شرع الله العظيم.
وفي هذه القصة ننقل لكم التحقيق الساخن الذي تعرض له أخونا أشرف، والذي كان فيه أشرف نموذجا في القوة والحكمة والجرأة، وكأنه يستحضر قول الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173
 
التحقيق
 
المحقق: ماذا فعلت اليوم في المسجد؟
أشرف: قرأت رسالتين بعد صلاة الجمعة، واحدة موجهة للسلطة الفلسطينية ومعها منظمة التحرير، والثانية إلى الناس.
ظن المحقق بعد أن رأى أشرف قد أجاب على السؤال والذي اعترف فيه بما قام به، ظن أنّ أشرف جاهز لإعطاء كل المعلومات التي يبحثون عنها، فسأله السؤال الثاني.
المحقق: من أين حصلت على الرسالة؟
أشرف: أمتنع عن الإجابة، هذه مسألة خاصة بي.
المحقق: متى أخذت نص الرسالة، في أي ساعة؟
أشرف: هذا ليس من شأنك، وهذه مسألة خاصة بي.
المحقق: من الذي أعطاك الرسالة؟
أشرف: أمتنع عن الإجابة.
المحقق: منذ متى وأنت في حزب التحرير؟
أشرف: كل هذه الأسئلة لا أجيب عليها مطلقا.
المحقق: أين الرسالة التي قرأتها؟
أشرف: أحرقتها وأنا في طريقي إلى المنزل
 
الطريق إلى المعلومات عن الحزب وشبابه مغلقة عند أشرف
 
المحقق: ما طبيعة عملك في حزب التحرير؟
أشرف: حامل دعوة (جواب يقطع على المحقق كل ما يدور في ذهنه ولا يترك له مدخلا).
المحقق: هل تعرف فلان بن فلان؟
أشرف: نعم أعرفه، كنت أنا وهو في صف واحد في المدرسة.
المحقق: هل هو من حزب تحرير؟
أشرف: اذهب وأسأله أنت.
المحقق: هل قابلته يوم الجمعة؟
أشرف: لا، لم أقابله مطلقا.
 
المحقق يعود إلى الموضوع بعد أن أدرك أنّ طريق التجسس مغلق
 
المحقق: أين قرأت الرسالة، في أي مسجد؟
أشرف: في مسجد كذا وكذا.
المحقق: ماذا قلت في الرسالة؟
أشرف: لا أذكرها حرفيا.
المحقق: هل أنت موظف في الأوقاف، وهل معك شهادة حتى تقرأ الرسالة على الناس في المسجد؟
أشرف: لا لست موظفا ولا أحمل شهادة جامعية، ولكن ما قمت به أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وهو لا يحتاج إلى شهادة ولا إلى وظيفة.
المحقق: أنت خالفت القانون، لا يحق لك أن تقف وتقرأ الرسالة
أشرف: أنا لا أعترف بهذا القانون ولا بالسلطة مطلقاً، فقانونكم وضعي وليس قانون رباني، وأنا أفعل ما يرضي ربي ولا أهتم لقانونكم حينما يخالف الشرع الإسلامي.
وأضاف أشرف، المسجد بيت لله وليس بيت للسلطة، وأنتم تتبعون سياسة تكميم الأفواه، ولا تريدون أن يتكلم أحد إلا بما تحبون، فخطبة الجمعة ترسلونها إلى الخطيب مكتوبة وإذا خالفها يُهدد في رزقه ويُطرد من وظيفته.
 
تفريط السلطة وحربها للإسلام
المحقق: ماذا تقصد أنّ السلطة والمنظمة تنازلت عن فلسطين؟
أشرف: المنظمة لما وجدت قالت أنّها تريد تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وها هي اليوم اعترفت بكيان يهود وتنازلتم عن ال 48 وتتفاوض على ما تبقى من أرض فلسطين، أي ال20% المتبقية منها.!!!
المحقق: ماذا تقصد أنّ السلطة تحارب الناس في دينهم؟
أشرف: إنكم تمنعون حملة الدعوة من عقد محاضرات ودروس ومسيرات وتكممون أفواههم إرضاءً للكفار، وتستميتون في محاربة الإسلام.
المحقق: ماذا تقصد أنّ السلطة أفسدت المرأة والأجيال؟
أشرف: السلطة تتبنى الحريات الفاسدة وتشجعها.
المحقق: ماذا تقصد أنّ فلسطين أرض خراجية؟
أشرف: أي أنّ فلسطين فتحت بالجهاد وبدماء المسلمين ولا يجوز التفريط بسنتمتر مربع واحد من أرضها وهي ملك لجميع المسلمين.
المحقق: هل نحن كفار؟
أشرف: الحزب ليس من عمله التكفير، ولكن أنتم تسجنون من يتكلم بالحق، ونحن هنا لهذا السبب.
 
الثقة بالحزب لا حدود لها
 
المحقق: من هذا محمد الخطيب؟ (ورد أسمه في الرسالة كنموذج لحرب السلطة على الإسلام وحملة دعوته)
أشرف: إنّه شاب من شباب الحزب، تكلم بالحق وحكمت محكمة العدل العليا لدى سلطتكم بإطلاق سراحه فوراً، ولكنه ما زال مسجونا عندكم، فأنتم تدوسون على القانون الذي تتشدقون به، فأنتم تنفذون أوامر اليهود والأمريكان من أجل كتم صوت الإسلام وحملة الدعوة.
المحقق: هل تقصد أنّ السلطة عميلة لليهود والأمريكان؟
أشرف: كل حكام العرب والمسلمين عملاء للكفار، والسلطة كالحكام.
المحقق: هل تعرف محمد الخطيب شخصيا؟
أشرف: لا أعرفه شخصيا، ولكن الحزب قال أنّه عندكم وأنا أثق بالحزب.
المحقق: اسم محمد الخطيب لا يوجد عندنا، ماذا سيكون موقفك في حال أنه غير موجود هل ستعتذر على الملأ؟
أشرف: أنا متأكد أنه موجود عندكم لأنّ الحزب لا يقول شيئا ويكون كاذبا، فدائما الحزب يقول الصدق وأنا أثق به دائما.
المحقق: ماذا فعل حزب التحرير منذ 60 عاما؟
أشرف: حزب التحرير منذ أول يوم نشأ فيه لم يتنازل عن فكرته وطريقته، ولم يستعمل الشهداء طريقا للوصول للتنازل ولا للتفاوض.
المحقق: ماذا قلت للناس في الرسالة؟
أشرف: قلت لهم حديث الرسول بأنّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وأنّ الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وأنّ الرزق بيد الله وأن الله هو المحيي والمميت.
 
طاعة الله فخرٌ
 
المحقق: هل أنت مستعد لتحمل كافة الأعباء القانونية لهذا العمل الذي قمت به؟
أشرف: نعم، وأنا مرتاح جدا.
المحق: هل أنت مذنب؟
أشرف: لا لست مذنبا، بل على العكس أنا مرتاح وفخور بما قمت به، لأنه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ولست مذنبا ولم أرتكب معصية حتى أكون مذنبا.
المحقق: أنت متهم بإثارة النعرات المذهبية والفتنة.
أشرف: هذا قولكم أنتم، وأنا لا اعترف بهذه التهمة، هذا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.
المحقق: تعال وقع على إفادتك.
أشرف: لن أوقع على شيء مطلقا
المحقق: هذا يعرضك لعقوبة مضاعفة لعدم توقيعك. (طبعا هذا كذب قصده المحقق ليخيف أشرف)
أشرف: امضِ ما أنت ماض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا، ما يرضاه ربي لي أنا راضٍ به.
 
وهكذا انتهى التحقيق، الذي ختمه أشرف بأعطر كلمات الثبات والرضى بقضاء الله وقدره، ولسان حاله: أطيع الله ولا أدخر جهدا، والله المستعان وعليه التكلان.
 
2-3-2011