يا حكام العرب إذا كنتم نعاجاً فلترحلوا!

بقلم/محمد تقي الدين

هم (يهود) ليسوا ذئاباً، ولكننا (حكام العرب) نعاجاً، عبارة قالها رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة لبحث عدوان يهود على غزة.

فالجزء الأول من العبارة صحيح، ومن صوَّرهم ذئاباً هي أنظمة العرب الحالية والبائدة، وواقع يهود أنهم نعاج وليسوا ذئاباً، وما يحصل اليوم في غزة وما حصل في لبنان سابقا يدل على ذلك، وصدق الله سبحانه وتعالى حين يقول: "وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ"، وحين يقول: "لأَنتُم أَشَدُّ رَهبَةً في صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ".

أما الجزء الثاني فهو كذلك صحيح، لكن اللافت أن أحدا من الحاضرين لم يعترض عليه، حتى ولا حكام دول الربيع العربي، ولسان حالهم يقول: إذْنُ البِكر صَمْتها، مُقرُّين بذلك بالذل والمسكنة والخذلان كمن سبقهم، مؤكدين بذلك على أن الشخصيات قد تغيّرت، أما المواقف فما أشبه اليوم بالأمس.

أما قرارات الوزراء فكانت زبداً ستذهب جفاءً، أما الحل الوحيد الصحيح الذي ينفع أهل غزة ويمكث في الأرض فهم عنه معرضون!!، عبّر عنه رئيس وزراء قطر قائلا: فنحن لن نعلن الحرب، ولن نقوم بعمل عسكري، نحن نعرف قدراتنا وعزيمتنا، فإذا كان الأمر كذلك وأنتم تعرفون، فلماذا أنتم مجتمعون؟!!، بل تتساءلون، فماذا أنتم فاعلون؟!، بعثُ وسيطٍ يعقد هدنة، أم وفدٍ ترسلونه للتعزية، أم بعثات تداوي الجرحى فتعمل عمل الصليب الأحمر!، وكلها أعمالٌ تضحكون بها على ذقون المغفلين!، لسان حالكم يقول ليهود: اقتلوا واجرحوا ودمّروا، فنحن منتظرون! ندفع دية الشهداء ونتكفل بأبنائهم ونسائهم، نداوي الجرحى، ونعمّر غزة!، تباً لكم ولما تقررون، بل أنتم متآمرون، أف لكم ولما تعملون،  فقراراتكم لا تسمن أهل غزة ولا تغنيها من جوع.

أما إذا كان لسان حال الوزراء والحكام من ورائهم يقول: هذا واقعنا ولا نستطيع أكثر من ذلك، فلا نستطيع تحريك الجيوش، فهذا من ورائه الموت والهلاك، فهم كاذبون، لأن المجاهدين في أفغانستان لم تنل منهم أمريكا وحلف الناتو شيئا، ولم تحقق هدفا، فهذا أوباما سيسحب قواته العام القادم تحت ضربات المجاهدين، والمجاهدون والمقاومون من أهل فلسطين قد جعلوا يهود اليوم يلجؤون إلى الملاجئ بخفيف السلاح، فكيف لو أُسْنِد هؤلاء بطائرات ودبابات وبوارج وجنود المسلمين، واللهِ حينها سينسى يهود وساوس الشياطين، لكن حكام العرب كرهوا القتال، فهم الذين يقولون لأمريكا ولغيرها من دول الكفر، لئن قاتل أهل غزة أو غيرهم من المسلمين، فلسنا معهم مقاتلين، فكرهوا القتال فكره الله انبعاثهم، وقيل لهم اقعدوا مع القاعدين، فأذلهم الله في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعقلون.

إن واقع حكام المسلمين اليوم ومن هم في موقع القرار، كمثل سيارة استهلكت، فلا تصلح للسير، ومدة حكمهم البغيضة قد انتهت، فلا هم مؤهلون لقيادة المسلمين، ولا المسلمون اليوم يقبلون بهم، فإذا كان هذا حالهم، فلماذا هم باقون، فليرحلوا، فليرحلوا الآن، فالجماهير لا تتطلع إليهم بل تنادي جيوش المسلمين التي سيقودها خليفة المسلمين –قريباً بإذن الله-، لتنصر غزة بأيدي جند المسلمين المتحرقين شوقاً لقتال كيان يهود...؛

جيوشٌ تتحرك من سيناء، ومن نهر الأردن، ومن جنوب الليطاني، ومن الجولان، كلها أو بعضها، تصعق كيان يهود صباح مساء، هذا هو الجواب إن كنتم تسمعون، فأنتم راحلون، راحلون، ويقولون متى هو، قل عسى أن يكون قريبا، ومن يتوكل على الله فهو حسبه قد جعل الله لكل شيء قدرا.

22-11-2012